بداية من البداهة أن نقول وقبل الحديث عن حيثيات احتفالية اتحادنا – اتحاد الكتّاب العرب في عيده الذهبي التي أقامها يوم الأحد الماضي في دمشق – مكتبة الأسد – علينا أن نقول وبالفم الملآن : ما كان لنا كأدباء، أو كأعضاء اتحاد أن نأتي ومن كامل جغرافيتنا الطافحة بالحب وبالأناشيد إلى دمشق العروبة والانتماء كي نحيي ونشارك في هذه الاحتفالية التي ما كان لها أن تتم لولا بسالة وإيمان وإرادة جيشنا الباسل وتضحياته ..رجال بحجم قمح سورية وأمطارها ..فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا.
وأيضاً لا بدّ من القول إن احتفاليتنا هذه والتي أتت بعد تسع سنوات من الحرب الشعواء على كل مكونات هذا المواطن السوري أكدت حقيقة واحدة لا لبس فيها والتي مفادها أن الثقافة السورية متجذرة في الفكر وفي الوعي الحضاري والتاريخي للإنسانية جمعاء .
وهذا ما أدركه المثقف والأديب السوري من اللحظات الأولى مما سمّي بهتاناً (بالربيع العربي) فعمل على كشف وتعرية تلك الألاعيب التي أصبحت فيما بعد مكشوفة وأصبح كهنتها وسدنتها يُجاهرون بها ..
وما تلك المكرمة الجميلة التي خصنا بها السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد من رعاية كريمة لاحتفاليتنا إلا مؤشر كبير وهام على أهمية الكلمة والفكر والثقافة ودورها في تعميق مفاهيم الانتماء والمحبة والسلام ..
نعم احتفالية كبيرة ومهيبة وبرعاية عظيمة وحضور لافت لشخصيات سياسية وثقافية محلية وعربية وتحت شعار وعنوان كبير وهو قول السيد رئيس الجمهورية :
((دوركم أساسي في مواجهة الغزو الفكري وبناء ثقافة عربية معاصرة)).
أقيمت في مكتبة الأسد بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد حيث قامت الدكتورة نجاح العطار نائب السيد الرئيس بإلقاء كلمة استذكرت فيها تلك اللحظات الأصيلة حين طلب منها الرئيس الراحل حافظ الأسد وكانت وزيرة للثقافة الإشراف على إنجاز بناء وبالسرعة الممكنة ليكون مقراً لاتحاد الكتّاب يساعدهم على أداء رسالتهم وتأمين ما يحتاجونه .
كما ألقى أيضاً رئيس اتحاد كتّاب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية الدكتور شريف الشوباشي كلمة قال فيها: «نحن نمثل خمسة وأربعين اتحاداً ورابطة، جئنا لنتضامن مع الشعب السوري الصامد الذي وقف في وجه الإرهاب الأسود وقوى الظلام بشكل مدهش ورفض التطرف والخنوع وهذا ليس غريباً عليه لأنه صاحب تاريخ نضالي عبر الزمن وهو الآن مع جيشه وقيادته يعبر عن نصره الكبير».
وقدم الأمين العام لاتحاد كتّاب فلسطين مراد السوداني كلمة الوفود المشاركة قال فيها إن الكتّاب الذين جاؤوا إلى سورية بهدف المشاركة في هذه الاحتفالية يعبرون عن وقوفهم مع هذا البلد أمام الإرهاب الذي يشكل خطراً على الأمة العربية بكاملها.
وجاءت كلمة الأستاذ مالك صقور رئيس اتحاد الكتّاب العرب ليؤكد أن سورية الآن التي تشغل العالم بنصرها وتحتل شاشات العالم فيما تقدمه من صمود مبهر تقوم بواجبها الذي يحتم عليها التضامن مع قضايا الحق ولاسيما قضية فلسطين، وأكد على دور الأدباء الخلاق والوطني في بناء ثقافة أطفالنا وتنوير شبابنا.
نعم في هذه المناسبة لابد من الدعوة إلى تعزيز دور الثقافة والفكر في التأسيس لحالة وطنية سورية متماسكة ومتمسكة بكل مكونات هذا البلد العظيم من ماء وتراب وحضارة . كل عام واتحادنا بأحسن حال ورقيّ .
عباس حيروقة