إنَّه لأمرٌ حسنٌ بالتأكيد أن يتجلى احتفاء المحافظة بعيد الشجرة الثامن والستين ، بتشجير 45 هكتاراً في مروج عناب بمنطقة الغاب ، بمختلف أنواع الغراس الحراجية ، من أصل 225 هكتاراً ستشملها حملة التشجير بهذه المناسبة أيضاً بالمواقع الحراجية التي التهمتها النيران في مواسم الحرائق السابقة ، وذلك لتعويض المساحات الخضراء التي تفحَّمت بفعل فاعل واعتداءات المعتدين على غاباتنا الحراجية الاصطناعية والطبيعية. ولعله من الجميل بل ومن المفيد أن تشمل حملة التشجير الجبال بمناطق المحافظة الأخرى – كجبال منطقة سلمية – التي كانت خضراء وأمست جرداء ، بسبب الاحتطاب الجائر الذي لجأ إليه العديد من المواطنين لاستخدام الأشجار للتدفئة، نتيجة شح المازوت أو تلكؤ بعض اللجان في توزيعه لهم، أو لعدم قدرتهم على شرائه. ولكن قبل ذلك كله ، أي قبل التشجير ، ينبغي للجهات المعنية بالثروة الحراجية وغاباتنا الخضراء ، حمايتها فعلاً من كل عابث بها أو مخرب لها أو معتدٍ عليها ، بقصد التفحيم أو كسر مساحات خضراء لتشييد مخالفات بناء عليها ، بتطبيق قانون الحراج الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 25 لعام 2007 عليهم مهما يكن شأنهم ودرجاتهم. فقد منعت المادة 19 منه منعاً باتاً ( حرث أو كسر أي من أراضي حراج الدولة أو انتزاع أرومات الأشجار الموجودة فيها. أو رعي الأخلاف الجديدة الناشئة عن استثمار أو حريق حديث. أو تشويه أشجارها بأي شكل كان. أو القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بها ولم يرد عليه نص خاص) . فيما نص الفصل الثاني عشر منه على عقوبات من شأنها ردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على الحراج لو طُبِّقتْ فعلاً ، ومنها المادة 44 التي نصت على ما يأتي : أ – يعاقب بالاعتقال المؤقت مدة لا تقل عن عشر سنوات كل من أضرم النار بأي وسيلة كانت بقصد إحداث حريق في الحراج أو الأراضي الحراجية أو المحميات الحراجية أو مناطق الوقاية. ب – يزاد على العقوبة الواردة في الفقرة (أ) السابقة نصفها إذا أصيب من جراء إضرام النار على الوجه المبين فيها إنسان بعاهة دائمة. ج – تكون العقوبة الإعدام إذا نجم عن إضرام النار على الوجه المبين في الفقرة (أ) من هذه المادة وفاة إنسان. د – تكون العقوبة الاعتقال المؤبد إذا كان الدافع إلى الفعل المبين في الفقرة (أ) من هذه المادة الإضرار بالاقتصاد الوطني. إضافة إلى عقوبات أخرى وردت في هذا الفصل لايتسع المجال لذكرها. وباعتقادنا ينبغي للجهات المعنية معالجة كل الأسباب التي قد تدفع بعض المواطنين للاحتطاب الجائر بقصد التدفئة. فسدُّ الذرائع نوعٌ من المعالجة ، وبعده يمكن محاسبة المعتدين على كل غصن أخضر بمحافظتنا.
محمد خبازي