شجرة الميلاد و رأس السنة، وشجرة عـيد الشجرة اﻷولى للعيدين تكلفك ما ادخرت طيلة السنة هذا إن كانت احتياجاتك المتراكمة تركت لك فرصة الادخار.
الشجرة وسيار الكهرباء ، وما ستعلقه عليها من نجوم ودمى صغيرة الحجم كـثيرة الإغـراء إذا ما سلطنا عليها أحد أضواء السّيار .
بعد العيد تعود لتخبئ الشجرة بما بقي من زينتها كـون أطفالك وأصدقاؤهم قد أنهكوها من التقاط الصور بجانبها ولعبوا بما عُـلق عليها ففقدت بعض جمالها .
تخبئها قائلاً (اﻷعمار بيد الله لانعلم إن كنا سنكون على قيد العيد في السنة المقبلة ) تقول السنة وليس العام فالفرق بينهما أن السنة هي المدة التي يتم احتسابها من يوم معين إلى اليوم الذي يليه في السنة القادمة أي إن السنة تعادل 365 يوماً في حال كانت شمسية و354 يوماً في حال كانت قمرية. بينما يعرف العام أنه صيف وشتاء متكاملين متتاليين بغض النظر عن عدد الأيام.
تقول السنة إذاً : لكثرة المنغصات التي تعترض سبيلك لكنك تحب الشتاء ولوحاته الربانية من غيم وثلج وضباب يحاول الفن مقاربتها بلوحة أو أغنية كم هي محظوظة الطبيعة حين يحاول الفن إبراز بعض جمالها ،تنام على كرسي العمل ومرة على مقعد سيارة اﻷجرة ، وغالباً لاتنام في سريرك كونك تسهر محاولاً الوصول لحل لغز مقدار الخير والشر في العالم تغادر سماءك الخامسة دون نتيجة مذهلة ، تهبط إلى اﻷرض تتلمس معولك تحفر عميقاً في باطن الأمل احتفالاً بعيد الشجرة تغرس شجرة ليمون أو برتقال أو تفاح أو سرو أو.. أو لكنك تزرع.
-أذكر في عيد الميلاد وعيد رأس السنة كنا نذهب إلى الغابة حيث أشجار السرو غاية في السحر والروعة
تمنحنا غصناً من أغصانها نحمله إلى البيت ونزينه ونضعه في إحدى الزوايا ليضيء ليلة العيد والثلج يغمر الليل واﻷحاديث بجانب مدافئ الحطب مع ثمرات البلوط التي تشوى للتسلية بدل الكستناء، ونأكل مالذ وطاب من مؤونة الزبيب وقشور التين والرمان.
في الحقيقة غابة السرو صارت جرداء لا أحد يتذكر في عـيـد الشجرة أن يزرع سروة تهدينا في العيد غصناً، بل يتدافع الجميع نحو السوق التي تفور وتغلي أسعار شجرة العيد فيها كما باقي السلع، ومن لايملك ثمنها أراه يستدين ثمنها من ميسور الحال وكل شيء يصير على أحسن حال .
قررت أن أزرع سروة وفعلت وبعض بذور الليمون والمشمش والدراق التي احتفظت بها من أول الصيف الماضي حسدت نفسي على هذه الطاقة اﻹيجابية التي تلمع في ملامح وجهي لم يطل فرحي، بينما كنـت أزرع شجرة في حديقة منزلي بمناسبة عيد الشجرة الذي يصادف بين عيد الميلاد وعيد رأس السنة.
أشعلت شمعة وزينت شجرتي بنجوم وأجراس والتقطت بجوارها سيلفي وأرسلتها إلى مسابقة أجمل صورة وفـزت بالمركز الأول قبل عدة سنوات.
اليوم أستعير من تلك السروة غصناً للعيد أعـلقه بين الميلاد ورأس السنة .
نصرة ابراهيم