لم نكن بحاجة إلى خبز ، فنحن نشتري خبزنا من حماة ، ولكن كنَّا بحاجة للتأكد ميدانياً مما نسمعه من أصدقاء ومواطنين آخرين ، حول تلاعب بعض مخابز مدينة سلمية الخاصة برغيفهم وقوت عيالهم اليومي ، والمتاجرة به رغم أنه من حقهم ، والحكومة تدعم تلك المخابز بمواد صناعته مقابل تمكين المواطنين منه ، بدون أي معاناة أو استغلال أو ابتزاز .
ولذلك انطلقنا يوم الخميس الماضي إلى المخبز القريب من مجلس مدينة سلمية بالساحة العامة ، ووقفنا عند التاسعة إلاّ ثلثاً مع الواقفين برتل طويل أمام كوة البيع ننتظر دورنا كجميع المنتظرين .
ومما شاهدنا بالعين المجردة أن البائعة كانت تبيع بالعدد 12 رغيفاً بـ 100 ليرة لكل مواطن من الكوة المخصصة لبيع الخبز للذكور ولكل مواطنة من الكوة المخصصة للنساء وبحسب الدور أحياناً ، ومن خارج الدور ولأشخاص محددين بمعظم الأحيان ، ولعدة مرات وبـ 300 و 400 و500 ليرة !.
ليجمعوا بنهاية المطاف ما اشتروه ويبيعوه ربطات ، وفي كل ربطة 12 رغيفاً وب 200 ليرة فقط لاغير !.
ويتكرر هذا المشهد يومياً في هذا المخبز .
وفي يوم الجمعة قصدنا المخبز الواقع بحي الكرماني ، واشترينا كما اشترى المواطنون بعد الانتظار والخروقات بالدور 14 رغيفاً بـ 100 ليرة ، فالبيع بأكثر من 100 ليرة ممنوع للعوام حتى لو كانت الأرغفة لاتكفي أسرهم إلاّ ليوم واحد فقط ، بينما هو مسموح للخواص !.
وبعد انتهاء البيع وعدة مواطنين لم يحصلوا على خبزهم ، جاء بيك آب نوع سكودا أحمر اللون – رقم لوحته لدينا – واصطف أمام باب المخبز عند الساعة 42 ر 8 دقيقة ، لينقل إلى صندوقه المغلق بعضُ العاملين بالمخبز عشرات الأكياس من الخبز ، في الوقت الذي كان صاحب دراجة نارية نوع هوندا يحمل على دراجته كيساً من الخيش النايلون مملوءاً بربطات الخبز أيضاً !.
ويتكرر هذا المشهد يومياً في هذا المخبز أيضاً.
وأما في المخبز الكائن بالقرب من مدرسة العروبة المجاورة لدوار النخلة الأشهر من علم برأسه نارٌ ، فبيع الخبز ليس بأفضل منه بسابقيه !.
فالمواطن العادي لا يحصل على خبز إلا بـ 100 ليرة وعدد الأرغفة بعد وزنها 14 ، فيما يتكرم البائع على العسكريين ويبيعهم خبزاً بـ 150 ليرة فقط ، بعد إظهارهم بطاقاتهم العسكرية له !.
وأما الأصحاب والمعارف فيحق لهم الشراء بـ 400 أو 500 ليرة ولعدة مرات متتالية ، وبالطبع يُستثنى هؤلاء من الدور رأفةً بهم من الوقوف والانتظار الطويل مع الواقفين أمام كوتي الذكور والإناث أيضاً، فهؤلاء مدللون على رأس كلٍّ منهم ريشةٌ ، فيما المواطنون المعترون يجب أن يقفوا برتل طويل وينتظروا دورهم ما شاء لهم البائع !.
ويتكرر هذا المشهد يومياً في هذا المخبز أيضاً.
تُرى ما رأي الجهات المعنية بحماية المواطن والمسؤولة عن رغيفه في المحافظة ، بما ترتكبه تلك المخابز من مخالفات يومية ، وبما تسببه من معاناة للسواد الأعظم من المواطنين ؟.
سؤال برسمها وينبغي لها الإجابة عنه بإجراءات عملية إن كانت جادة فعلاً بحماية المواطن.
محمد خبازي