نبض الناس : ماذا قدمت وماذا نفعت؟!.
مع وداع هذا العام الآفل وتباشير العام الجديد ، ينبغي لكل مسؤول كبير أو صغير كُلِّفَ بخدمة الناس بمرسوم أو بانتخابات ، أن يقف وقفة خاصة وصريحة مع الذات ويسأل نفسه : ماذا قدمتُ خلال العام الآفل للناس الذين كُلِّفتُ برعاية شؤونهم والحفاظ على مصالحهم ، وماذا نفعتُ بلدي أو منطقتي أو مدينتي أو بلدتي أو مجتمعي المحلي ، وأنا الذي منحتني الدولة والقانون من الصلاحيات و الإمكانات ما يجعلني قادراً على تقديم الكثير إذا ما أحسنتُ استثمار الموارد البشرية والمادية وتوظيف الإمكانات بشكل أمثل ؟.
ينبغي لكل مسؤول أن يسأل ذاته كيف أمضيتُ العام الراحل ، هل كان ذلك بالعمل النافع لتحسين ظروف الناس الخدمية وفق المتاح ، أم قضيتُهُ بالشكوى من شح الموارد وضعف الإمكانات وتعليق تقصيري وكسلي على مشجب الحرب والظروف الخارجية والتحديات الداخلية وسعر الصرف وقانون قيصر أو سيزر أو سمِّهِ ما تشاء؟!.
ينبغي لكل مسؤول أن يُجري مراجعة ذاتية لمواقفه وأعماله السنوية المنصرمة ، ويسأل : هل استقبلتُ المواطنين استقبالاً لائقاً ، هل استمعتُ إلى شكاويهم وهمومهم و معاناتهم من مؤرِّقات حياتهم ، وعملتُ على معالجتها بما استطعتُ إلى ذلك سبيلا ؟!.
وهل عاملتُ الجميع سواسيةً كأسنان المشط ، أم حابيتُ على أولئك البسطاء والفقراء ، أصحابَ الولائم والمال والنفوذ من المتسلقين ومحدثي النعمة والمنافقين الذين يسعون لتبييض أخلاقهم عن طريق أموالهم والتقرب من المسؤولين بمختلف درجاتهم ؟!.
باعتقادنا ، المراجعة الذاتية بنهاية هذا العام ضرورة قصوى ، ينبغي لكل مسؤول أكان مختاراً أو وزيراً أن يجريها مع نفسه وبمنتهى الصدق والشفافية ، ليمضي إلى رحاب العام الجديد وقد استفاد من نقاط الضعف بعمله ومن نقاط القوة ، ولتصحيح مساره إن رأى نفسه مقصراً بخدمة الناس الذين كلف برعاية شؤونهم ومعالجة شجونهم ، وللمضي بعزيمة أشد إن كان متصالحاً مع ضميره ومقتنعاً أنه قدم الكثير لبلده ويمكنه تقديم المزيد والأكثر ، غير هيَّاب من لوم لائم أو مكترث بمقتنصي الهنات والأخطاء لتكبيرها والشغل عليها بما يرضي أنفسهم الأمَّارة بالسوء ، مادام يعمل بموجب القانون ويخدم الوطن والمواطن ، فالذين لا يخطئون هم أولئك الذين يغلقون على أنفسهم أبواب مكاتبهم وينعزلون عن الناس ولايعملون شيئاً سوى الحضور إلى مقر عملهم ومغادرته ! .
محمد خبازي