تنجيم

كانت كاسندرا ملكة طروادة في التراجيديا اليونانية كاهنة معبد منحها اﻹله أبولو القدرة على التوقعات كل ما كانت تتوقعه كان يحدث وكانت توقعاتها مشؤومة كلها كوارث وخراب وانهيار ممالك رغم صدق توقعاتها كانت الناس تكرهها وتتشاءم منها في الراهن الواقع كثر المنجمون صاروا بعدد النجوم التي لا تلبث تبرق لحظة حتى تنطفئ .
علم الفلك وعلم التنجيم في العصور القديمة كانا علماً واحداً حتى بدأا بالانفصال عن بعضهما كعلمين منفصلين فأصبح علم الفلك هو اﻷساس وعلم التنجيم يعمل من خلاله علم الفلك علم قديم جذوره تعود إلى آلاف السنين يعنى بدراسة الأجسام والظواهر السماوية فهو يدرس كل ما يقع خارج الغلاف الجوي للأرض .
أما علم التنجيم يركز في تأثير الأجرام السماوية في حياة البشر وكان يمارس عند ثقافات قديمة متعددة منها الحضارة المصرية والبابلية القديمة .
كلُّ الفروق بين علم الفلك والتنجيم ظهرت في عصر المنطق أو عصر العقل ورفُض علم التنجيم كونه مجرد خرافات ومع أنه كذلك إلا أنه يعكس مرحلة من مراحل التفكير البشري ورغم أن علم التنجيم من العلوم الزائفة مازال آلاف الناس يتمسكون بكلام المنجمين ومازالت معظم المحطات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك ويوتيوب تطالعنا في بداية كل عام بلقاءات مع منجمين فيتسمر أغلب الناس بانتظار تلك التنبؤات وأعتقد العامل النفسي يلعب دورا كبيرا عند الناس لمتابعة هكذا برامج فيميلون ﻹيجاد ما يدعم معتقداتهم ورؤاهم وأحلامهم وأمانيهم فيصدقون التنبؤات كأنها تعنيهم بشكل فردي ولتكون سببا او دافعا لإنهاء علاقات إشكالية او مجموعة من أعمال او تحقيق حلم كامن في داخلهم وتم تأجيله ولديهم الرغبة في نموه من جديد .
ومهما تكلمنا عن المنجمين وهرطقتهم يتسمر اﻵلاف كل موعد مع متنبئ ينتظرون مثلا سقوط الدولار من على عرش الشهرة إلى حضيض النسيان ،او انقلاب عربة نقل تحمل صندوقا من اﻷلماس ويكونون أول الحاضرين ثقافة التنجيم التي ازدهرت في السنوات الأخيرة ، وازدهرت جيوب من يعمل بها ، هل نراها تتراجع وتحل مكانها ثقافة ذات نفع للفرد والمجتمع ؟؟؟؟ يتساءل العقل .

نصرة ابراهيم

 

المزيد...
آخر الأخبار