شخصية العام الأسطورية !

تُجري مراكز البحوث الإعلامية الاستراتيجية الكبرى في العالم بنهاية كل عام ، استبيانات بحثية واستطلاعات رأي ، حول شخصية العام التي تنال أعلى الأصوات وأفضل التقييمات وفق الأسس والمعايير التي تعتمدها تلك المراكز بنهجها المتبع، وتخرج بمحصلتها إلى إعلان اسم الشخصية التي حازت قصب السبق أو اللقب السنوي .
   وغالباً ماتكون شخصية العام رجل سياسة بارزاً أو قائداً لامعاً أو نجماً فنياً أو رياضياً شهيراً أو أديباً مجلياً.
    ورغم أهمية كل ذلك نعتقد أن لقب شخصية العام 2019 الأسطورية  يجب أن يناله المواطن السوري بامتياز !.
فخلال العام الماضي استطاع هذا المواطن الرائع أن يصمد صمود الجبابرة أمام كل التحديات التي واجهته وعلى كل الصعد ، وأن يتحمل من الملمات والشدائد وضنك العيش والأزمات ، ما لا قدرة للجبال الراسيات على تحمله ، وما لا يستطيع أيُّ مخلوق آخر على وجه هذه المعمورة أن يتكيَّف معه !.
فأيُّ مواطن بمقدوره أن يعيش ثلاثين يوماً بأقل راتب على مستوى العالم ، وأي كائن بشري باستطاعته أن يقضي أيامه ببضع ساعات من الكهرباء لاتتجاوز بأحسن حالاتها عدد أصابع الكف الواحدة ، بالحد الأدنى من مازوت التدفئة والغاز المنزلي ، ومع ذلك يتحمل الغلاء الفاحش واستنزاف حيتان السوق له ، وعدم قدرة الجهات المعنية على ضبط الأسعار ، فعمدت إلى الاستعانة بحملة ( زكاتك خفض أسعارك)!.
وأي مواطن غير مواطننا استطاع احتمال طيلة العام المنصرم ، العبارات الطنانة الرنانة والوعود الخلبية والتصريحات المعسولة، حول تحسين وضعه المعيشي ودعم صموده، ليظل شامخاً أمام الأعاصير الحياتية التي عصفت به، ولم ينفذوا وعودهم أو يلتزموا بكلامهم !.
   لقد كان مواطننا خلال العام الماضي ، أنموذجاً للمواطن الصالح ، الذي صبر على الجوع والفقر والمرض  وتصريحات بعض المسؤولين ، ولم ينل كلُّ ذلك من عزيمته وإصراره على الحياة ، والتشبث بأرض هذا الوطن وسمائه وهوائه ومياهه وشجره .
   لهذا كله وغيره كثير ، نرى أن خير من يستحق لقب شخصية العام الأسطورية وبكل جدارة ، هو هذا المواطن العظيم الذي تُرفع له القبعة كل لحظة.                    

محمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار