تجتاح أسواقنا اليوم رياح سعرية جديدة ، تعصف بحياة جميع المواطنين المعيشية عصفاً شديداً ، وأكثر من يتأثر فيها هم أصحاب المداخيل المحدودة الذين تتفاقم مشكلاتهم وتزداد أحوالهم سوءاً !.
فمنذ بداية هذا الأسبوع هبت أسعار معظم المواد الغذائية وغير الغذائية بأسواقنا المحلية، بما فيها الخضر وقرص الفلافل الذي يباع اليوم بـ 20 ليرة !.
ويستغرب المواطنون ونحن معهم هذه المستجدات السعرية التي طرأت على المواد الغذائية من دون أي مبرر على الإطلاق، إلاّ إذا كان المعيار الذي يستند إليه الباعة والتجار ، ربط موادهم بأسعار غرام الذهب التي توالي صعودها بين يوم ويوم !.
فكيلو البندورة اليوم ما بين 550 و 600 ليرة وكيلو البطاطا بـ 300 ليرة ، ونصف كيلو الحمّص بـ 400 و500 ليرة وربطة الفجل بـ 150 – 200 ليرة بحجة أنه فجل بلدي !.
وقفز سعر علبة المتة من 600 إلى 625 ليرة بالعديد من المحال رغم أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد سعّرتها بـ 600 ليرة مؤخراً.
ولم يبق شيءٌ بالسوق على حاله ، فكل المواد ارتفعت أسعارها بهذا الشكل الصاروخي من دون معرفة الأسباب الحقيقية لذلك.
فهل من المعقول أن يقفز سعر أوقية القهوة من 850 ليرة إلى 1200 ليرة بأقل من عشرة أيام ، وسعر ظرف مكعبات ماجي من 100 إلى 200 ليرة ، وعلبة الفول الحب غير المخصصة للبيع من 250 إلى 300 ليرة ، وغير ذلك كثير ، والحبل على الجرار كما يقال بالمأثور الشعبي !.
إن جولةً في الأسواق تضعُ العقل بالكف ، نتيجة هبوب الأسعار المريع لمعظم المواد التي يحتاجها المواطن بحياته اليومية ، وعجز كل الإجراءات الحكومية عن ضبط فلتان الأسعار وجنون الأسواق، رغم الوعود الكثيرة التي أُطلقت فيما سبق لضبطها وكبح جموحها المتصاعد !.
تُرى متى يلمس المواطن المنهك أثراً لتلك الوعود التي نأمل ألاَّ تبقى وعوداً ؟!.
محمد خبازي