لم نجد أفضل من هذا العنوان للتعبير عن حالنا كمواطنين اليوم مع الكهرباء ، التي رضينا ببرنامج تقنينها الذي أُعلن منذ بداية العام متضمناً ساعتي وصل مقابل أربع ساعات قطع ، على الرغم ما في هذا البرنامج من قهر ومقت وتعطيل مصالح وإرباك حياة !.
ولكن كما يبدو لم يرضَ هذا البرنامج بنا ، لذلك راح يُطبَّق على كيفه وهواه غير عابئ بتوقيت أو متمسك بمواعيد .
فخلال ساعتي الوصل تغيب الكهرباء وتأتي عدة مرات ، وأحياناً تغيب بعد خمس دقائق إلى غير رجعة حتى صباح اليوم الآتي كما في حي المساكن الغربية بمدينة سلمية .
وأحياناً تغيب لعدة أيام بعد ربع الساعة الأولى من حضورها كما في ريف الغاب .
وأحياناً أخرى تأتي لمدة ساعتين بالتمام والكمال مع نصف ساعة أو ساعة زيادة ، كما في بعض الأحياء التي يصدف أن يكون المناوب على القطع والوصل أحد أبنائها ، وهو ما جعل شركة الكهرباء تنقلهم أو تهدد بنقلهم إلى محردة كما يتردد على ألسنة بعض موظفيها !.
وهذه الحال سببت الكثير من الأعطال في الأجهزة الطبية لعدد من الأطباء وكلفة إصلاح الجهاز الواحد منها أكثر من 9 ملايين ليرة !.
وأما عن تعطل الأجهزة الكهربائية المنزلية من جرَّاء هذه الحال ، فحدث ولا حرج ، ويمكننا أن نروي شكاوى مواطنين وقصصاً وحكايا تصلح كمسلسلات مكسيكية لطولها وعرضها و وجعها !.
وبين الفينة والأخرى يخرج علينا مسؤول كهربائي ويبشرنا بأن التحسن بالكهرباء غير وارد ما لم تتحسن الظروف الجوية ، فالاستهلاك أكبر من الحاجة وليس باستطاعة الشبكة العامة تحمله ، ولا قدرة للمحطات على توليد المزيد من الطاقة ، ولا إمكانات مادية لتنفيذ مشاريع طاقة بديلة ، كالإفادة من الشمس أو الرياح بتوليد الطاقة الكهربائية !.
وباعتقادنا الملايين التي أنفقتها وتنفقها وزارة الكهرباء كل عام على تبديل محولات وشبكات – كما نسمع ونقرأ – تكفي لإنارة البلد ليلاً ونهاراً فقط !.
ولو دعت المواطنين والفعاليات الصناعية والتجارية لدعمها من مبدأ التشاركية تبرعاً بالمبالغ التي أنفقوها على شراء البطاريات واللدات والمولدات المنزلية والصناعية ، لتوافر لها مبلغ كبير جداً يغطي نفقات تنفيذ محطات توليد كهرباء ضخمة ، سواء كانت تعمل بالفيول أو بالغاز أو بالطاقة الشمسية أو الريحية ، تكفي حاجة البلد وتُصدِّرُ ما يزيد ، وتريح المواطنين من معاناتهم المستمرة منذ عقود.
فالتقنين الجائر ليس وليد اليوم كما تعرفون ، وهو ليس من منعكسات الحرب ، بل عمره من عمر إدخال أول مولدة إلى البلد .
تُرى هل سيأتي يومٌ ننعم فيه بالكهرباء كسائر خلق الله ، من غير انقطاعات متكررة أو متذبذبة ، ومن دون تقنين مقيت نرضى به كمواطنين كما هي حالنا اليوم معه وأما هو فلا يرضى بنا ؟!.
محمد خبازي