بعد أن قرأت تصريح مدير تربية حماة يحيى منجد أن مخصصات المدارس بالفصل الأول وزعت بالكامل وقدرها 1.276 مليون ليتر، وذلك بالمدينة والريف، ومنها 834 ألف ليتر وزعت كدفعة أولى حيث خصصت لكل شعبة صفية وإدارية 43 ليتراً.
وأن دفعة ثانية مقدرة بـ 442 ألف ليتر تم توزيعها وحصة الغرفة الصفية منها بـ24 ليتراً، وقد تم توزيع أكثر من 150 ألف ليتر من تلك الكمية حتى اليوم وزاد حيرتي زيادة ٥ ليترات للمدارس في المناطق الباردة وأن التوزيع مستمر.
هنا لابد أن أتساءل ليس كونني صحفية وأحب تحري الحقيقة ولكنني كأم يأتي أولادها يومياًـ وأنا القاطنة في منطقة مصياف ـ وهم يرتجفون من البرد وقد ازرقّت أيديهم وشفاههم وتكاد أرجلهم أن تصبح قطعة جليد كامل من البرد، والرشح والكريب لم يفارقهم طوال فترة المدرسة، وقتها فقط تساءلت أين ذهبت مخصصاتهم المدرسية والصفية من المازوت، ولماذا لم يتم تدفئتهم ومدارسهم لاتعاني على ذمة إدارتهم العليا المتمثلة بمديرية التربية من شح في المادة، أما إدارة مدارسهم فقد أُوقدت المدافئ فيها ولكن في الغرفة الإدارية فقط ، حيث يجمع الطلاب على أن دفأها يصلهم بمجرد المرور من أمامها.
حدثتني إحداهن أن ابنها قال لها إن طلاب صفه أوقدوا مدفأتهم العاملة على المازوت ببعض الخشب المكسور من المقاعد وأجزم أنهم كسروا بعضاً منها ليتمكنوا من الشعور بقليل من الدفء، ورغم أن عملهم يعتبر تخريباً لممتلكات المدرسة لكن في هذا البرد القارس الذي نعيشه قد تكون الغاية تبرر الوسيلة فكيف بإمكانهم استيعاب دروسهم وعقولهم مجمدة من برد نال منهم، والأهم من يراقب أو حتى يمكنه مراقبة عمل بعض الإدارات.
ازدهار صقور