تعدّ «الأمثال الشعبية «من أقدم العادات العربية التي ما زالت تُستخدم حتى يومنا هذا و يرجع تاريخ بعضها إلى عصر الجاهلية ..أو ما قبله.. ونظرًا لأهميتها في الثقافة العربية، فقد بلغت عناية الأدباء العرب بها مبلغًا كبيرًا، حيث يعد ضرب الأمثال واحد من أكثر الأشكال التعبيرية الشعبية شيوعًا، إذ يُجسد أفكار الشعوب وتصوراتها وعاداتها وخلاصة تجاربها….وقصصها
ولما لها من قيمة بالغة تعهدوها بالدراسة والنقل وجمعوها في كتب كي لا تضيع أو تندثر، و منها( مجمع الأمثال) و( المستقصى في أمثال العرب) و(جمهرة الأمثال)
وتنطبق هذه الأمثال دائما»على ما نعيشه في حياتنا اليومية..ومنها المثل الذي يقول:
(( إجـا يـكـحِّـلـهـا عَـمَـاهـا ))
وملخص قصته أنَّ شـابـَّاً نـشـَأ فـي قـصـر والـده الـثـريّ..وذات مرة رأى جـارةً لـهُ بـشـكـل لـم يـسـبِـق أن رآها فيه من قبلُ مـِنَ الـجـَمـَال وكـانَت تـجـمـعـهُ بـهَـا مـودّة .. فـاسـتـغـربَ ذلـك ودنـَا مِـنـهـا سـائـِلاً عـن سـرّ الأمـر فأخـبـَرتـه أنَّ عـيـنـيـهـا الـمـكَّـحـلـتـيـن هُـمـا سـرّ جـمـالـهـا
فـقـرَّر أن يـضـع الـكُـحـل فـي عـيـنـيـه ليـراهُ الـجـمـيـع بـذات الـنـظـرة الـتـي رأى فـيـهـا جـارتـه, …
وبـالـفِـعـل بـدأ بـذلـك لـكـنّ إحدى أظـافـِره دخـلـت فـي بـؤبـؤ عـيـنـهِ أثـنـاء وضـعِ الـكـحـل فـفـقَـأتهـا وتسببت في عماها
ولما انـتـشـرَ الـخـبـر صـارَ الـنـاس يـتساءلون عـن الـسـبـب فـيـمـا يـروه فـي عـيـن الأمـيـر فـيـقـولـون : (إجـا يـكـحِّـلـهـا عَـمَـاهـا )..
شأنه شأن بعض الجهات العامة التي تصدر القرارات ولاتتابع تنفيذها على أرض الواقع ومثال ذلك :
الاستمرار في تقاضي مبالغ زائدة عن التعرفة من قبل سائقي سرافيس النقل الداخلي
بحجة فقدان القطع النقدية فئة عشر ليرات وفتور دوريات التموين في متابعتهم…أو غيابها
وقيامهم بكسر دوراتهم المخصصة وخروجهم عن مسارهم، أو عدم الالتزام بدورة خط المدينة بحجة (ما عم توفي معنا)
أو تشغيل الاغاني الصاخبة بصوت مرتفع جداً…أو حجز الكرسي الأمامي لمرافق السائق ووسادته….أو انتقاء ركاب ..أو (موطالع ياروح أمك لأني رايح عبي مازوت..)..
أو توقفهم عن العمل الساعة الخامسة مساء وعدم التزام بعضهم بالعمل على هذا الخط أثناء النهار كما يحصل على خط ضاحية الشهيد باسل الأسد وما ينجم عن ذلك من معاناة للمواطنين ..واضطرارهم لاستئجار تكسي بأجر كبير ليعودوا إلى بيوتهم لعدم وجود سير … فهل ستجدد مديريات التموين والنقل والمرور متابعاتها وملاحقاتها لهؤلاء…
ام سنبقى في يأس من إيجاد حل جذري لهذه المشكلات التي استحالت إلى معضلات مزمنة …أم …نردد امثالنا الشعبية كعادتنا… (طول عمرك يازبيبة… . ) او (عوجاوالطابق مكشوف …) . الخ ما رأيكم .. أم … فالج لا تعالج؟؟؟؟!
مالك الحاج أحمد