النيات الطيبة وحدها لا تكفي لإقامة مهرجان تسوق ، بغية توفير المواد الغذائية الضرورية للمواطنين ، بأسعار مناسبة لمداخيلهم التي أنهكها – وينهكها – الغلاء الفاحش الذي يزيد في معاناتهم كل يوم ومع مطلع كل شمس ، ويرتضي التجار المشاركون فيه بهامش ربح قليل ، ونقول قليل لأن لا أحداً يبيع بسعر التكلفة أو بخسارة مهما ادعى ذلك !.
نقول هذا بعد حضورنا افتتاح مهرجان التسوق الذي بادرت إليه مديرية الأوقاف ، رغبةً منها بتعزيز قيم المحبة والغيرية والتوادد والرحمة بالمجتمع المحلي ، من خلال مشاركة التجار فيه وعرض موادهم الكثيرة والغزيرة ، وبيعها بهامش ربح زهيد ، استجابة للشعار الذي تبنته الأوقاف ( الدين أخلاق .. زكاتك خفض أسعارك ) !.
فنيات الأوقاف سامية بالتأكيد ومشكورة مساعيها الحميدة للتخفيف عن الناس عموماً والفقراء خصوصاً آثار الغلاء الفاحش ، ولكنها – أي النيات – لم تكن كافية لرؤية الأوقاف من هذا المهرجان !.
فعدد المشاركين فيه من التجار قليل جداً ، و موادهم المعروضة مخجلة ، وأسعارها صحيح أن بعضها أقل من السوق بنسبة زهيدة ، ولكن الصحيح أيضاً أنها لم تلبِّ رغبات المواطنين الذين لم يجدوا فيها ما يناسبهم !.
ولا ندري حقاً ما هي الجدوى في مهرجان تسوق من المشاركة بمنتجات فخارية وكراس من القش والخشب ، أو من الألبسة القطنية !.
لقد شاهدنا مشاركات بالمنظفات والزيوت والسمون النباتية والقهوة والشاي، بينما لم نشاهد مشاركات بالسُّكَّر !.
ولا نعتقد أن تسمية مهرجان تسوق يمكن أن تُطلق على هذا النشاط المقام حالياً بخان رستم باشا ، لغياب الفعاليات التجارية والصناعية الكبيرة و السورية للتجارة عنه ، ما أفقده المنافسة و التخفيضات الحقيقية بأسعار المواد الغذائية الضرورية لحياة الناس اليومية !.
باختصار شديد ، نأمل مشاركة واسعة للتجار بمهرجان آخر يمكن أن تقيمه الأوقاف أو غيرها ، وخصوصاً في هذه الأيام التي طال الغلاء الفاحش فيها كل شيء بحياتنا ، شريطة أن تكون التخفيضات حقيقية بعد اقتناع التجار بها .
محمد خبازي