النصر يحتاج إلى صبر

أخاف أن يرافقني كامل راتبي إلى السوق فيتركني أعود بمفردي برفقة بعض الاحتياجات اليومية الأساسية والتي غالباً لا تملأ العين.. تعب شهر يمكن أن تنفقه في دقائق إن تناسيت أن ثلاثين يوماً أخرى بانتظارك، وبالفعل هذا ما يحدث مع الكثير من الآباء حين يقصدون السوق، ينفقون كل ما لديهم ويبدؤون بالتفكير كيف يمكن أن يتدبروا أمورهم حتى نهاية الشهر.. إنه لتناقض غريب بين إمكانيات معظم المواطنين وبين أسعار السوق، أسعار غالباً لا يحكمها قانون العرض والطلب، وإنما قانون الاحتكار والجشع ورقابة عمياء.. حين نحاول مقارنة أو ربط مكونات سوقنا المحلية بدءاً من الحالة المادية للمواطن مروراً بالأسعار القائمة وقيمتها الحقيقية والتباين بين اللوائح التسعيرية الحكومية ومدى التزام التجار والباعة بها وصولاً إلى نوعية هؤلاء الباعة وأساليب التفاعل مع المواطنين عندئذ سنلاحظ العجب.. فماذا يحدث، ولماذا كل من المواطن والتاجر والصناعي والفلاح والرقابة يغني على ليلاه؟!.
يجب ألاتنسينا فوضى الأسواق والأحوال المعيشية القاسية الحرب الكونية التي تشن على بلدنا ، والحصار الاقتصادي الجائر، ومع كل ذلك نلاحظ أن المواد الأساسية متوافرة وليس هناك غياب لأية سلعة ضرورية ،فالنصر يحتاج إلى الكثير من الصبر ، ومن يخطب الحسناء لم يُغله المهر.

فيصل المحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار