رذاذ ناعورة : معزوفة ( مافي فراطة)

أثبت اختراع الفراطة في أجرة السرافيس، أنه وصفة سحرية لإذكاء نار الخلاف والمشاحنات بين السائق والزبون وبشكل فعال إلى أبعد الحدود فتسعيرة خمس وعشرون ليرة هي خمسون ليرة بالنسبة للسائق، ومثلما كانت في السابق أجرة عشر ليرات رحمها الله, تُجبى على أنها خمس وعشرون ليرة دون أي نقاش, كذلك الأمر بالنسبة لأجرة الإحدى وعشرين ليرة أو ثلاثين ليرة والتي تصبح لدى السائق خمسين ليرة, فالراكب لن يدقق كثيراً على خمس وعشرين ليرة زيادة خصوصاً في ظل أزمة النقل التي تعاني منها خطوط البلدات والقرى بسبب نقص مادة المازوت وارتفاع أجور الإصلاح وغير ذلك.
معزوفة (مافي فراطة) أو (ماعم توفي معنا) التي يرددها السائقون تكفي لإسكات الراكب المضطر إلى الوصول حتى ولو على ظهر الناقة.
فنظرات الازدراء التي يقذفه بها السائق تكفي لأن يدفع زيادة وهو مرتاح الضمير, فخمس وعشرون ليرة أو عشر ليرات ولا كلمة (حلاب النملة) أو (شو مانك شايف الظروف القاسية يا أخي) تسعيرة وسائط النقل العاملة لنقل الركاب تشبة أسواق البورصة، فلا هي تغني السائق النقاق الذي يعتقد أنه يأخذ أقل مما يستحق بكثير، ولا تنصف الراكب المعتر المضطر إلى قبول العزف والعادة والابتعاد عن المشكلات والمشاحنات مع أصحاب السرافيس، لدرجة أن الكثيرين يضطرون إلى دفع التعرفة كاملة حتى ولو نزلوا في أول الخط أو منتصفه أو على المفرق القريب كما هو الحال على طريق حماة ـ مصياف، المشكلة في الفراطة أيها السادة وليست بالقطعة النقدية الواحدة.

توفيق زعزوع

المزيد...
آخر الأخبار