على صفاف العاصي : كـــيــفــك إنــت؟ ؟

الشعـر هـو تلك الحالة التي تسيطر علينا قبل كتابة القصيدة بثانية شمسية، ثانية تومض في ذهن الكاتب ما إن يُمسك بالقلم ليصطاد سمكة الفكرة حتى تتلاشى بأقل من كلمة مفتاحية ولا يبقى منها سوى ريشة تحاول أيضا الطيران فنكتب واهمين أننا أصحاب كنز نادر، ونحن حقيقة يجب أن ندركها :ما كتبناه ليس إلا ظل القصيدة بل جزء صغير من رائحة أصابعها، هـذا ما قلته للمراسل الحربي، وقـلتُ له أيضاً: أطالعُ الكتب بمختلف محتواها واﻷحب إلى مهجتي كتب التاريخ والفلسفة وقد أجـد التاريخ أو الفلسفة في قصة أو رواية أو قصيدة أو مسرحية بالمناسبة ما أخبار المسرح المدرسي؟
أطالع لا ﻷني شاعرة وعلي دائماً أن أثقف نفسي وأطّلعَ على كنوز الشعوب الإبداعية وثقافتهم ، بل ﻷني أحببت القراءة قبل كتابة الشعر بزمن أول كتاب رأيته وحملته بين يدي كان قاموس المنجد الذي مازال على قيد الوجود في بيتنا أخذتني الموهبة صوب الشعر كلّ هذا الزمن رغم محاولاتي اﻷولى لتجنب صعود منبر القصيدة ومحاولة الغرام حينها بالقصة لكن سيطر الشعر علـيّ كما يسيطر اللقب على الملقب، وكوني لا أحب أن يسيطر عليّ شيء مادي ولامعنوي حاولت الهروب من ملاك الشعر وهو يعـد ليراته الذهبية التي ورثها من المعري والبحتري ونزار قباني ونازك الملائكة وتأبط شراً تأبطت قراري وقفزت عند أول فكرة قصة، ولعبت معها كما تلعب الحياة معي، بالمناسبة قصتي من اﻷدب الواقعي ولم أنح منحى من يتبع مسار كونديرا أو باولو كويلو أو هوروكامي أو أو، مع أن كل من ذكرتهم مبدعون في الرواية ولاشأن لي بالرواية أخذت ذاتي صوب القصة وبما أن الأدب انعكاس للواقع، علي أن أكتب من الواقع واحلي قصتي بنظرة كفي اﻷدبية، وأمارس فيها كل ما أحب من جنون التحليق الذي يخصني أنا دون سواي نصحت نفسي ألا أكرر غيري ألا أتقمص قلم كاتب برازيلي أو إسباني أو إفريقي .
لم أستنجد بأحد منهم كما هي موضة العصر الحالي فلطالما قرأت روايات وقصص ووو غالباً وغالباً ما استنجد أصحابها بالأدب المترجم، كن كما أنت قدمْ تجربتك كيفما كانت، لابد ستتطور أدواتك اﻹبداعية لكن لا تخطف رزق اﻵخرين اﻹبداعي وكن صاحب القلم دعه يتغذى مما اختزنه عقلك من ثقافتك وتجربتك الحياتية دون اللجوء إلى فنجان نزار أو كأس المتنبي أو جرار ماركيز، إن استعارة رغيف لسد رمق حاجتك لن تغنيك عن خبز قمحك على صاج معرفتك ووعيك أجل: لا أحب أن يسيطر علـيّ أي شيء وإن سيطرت علي فكرة ما أحاول جاهدة أن أشكلها على شكل نص أنفض يدي من طحين النص ألتفت ﻷجد فكرة أخرى عالقة برمشي مع هذا لا أحب السيطرة، فكيف إن فاجأك مدير عملك ومنعك من الكلام لأسباب تجهل نتيجتها تقول له: لا أريد أن أغـير مكان عملي، من هنا أستطيع أن أرى العالم الذي أنتمي إلى هوائه وينتمي لشغفي برياضة المشي والضحك على شر البلية وأخاطبهم بقصيدة أو قصة أو يقول لك: لا تناقشني هذا تعميم فهل هناك تعميم أم مجرد اجتهادات شخصية الله أعلم مع هذا سيطرت على لساني واكتفيت بالضحك والاستماع لفـيروز مجازاً كـيفـك إنـت ؟؟

نصرة إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار