نبض الناس : تثبيت الوكلاء !

حسناً ما فعلته وزارة التربية مؤخراً ، عندما أعلنت مسابقة لتثبيت الوكلاء الذين يعملون بمدارسها كمعلمين منذ سنوات طويلة جداً ، وتستفيد من إمكاناتهم باستقرار العملية التربوية بعد سد النقص بمعلميها وحتى مدرسيها الأصلاء .
   إن هذه المسابقة خطوة من الخطوات التي اتجهت بها وزارة التربية الاتجاه الصحيح ، لتنقية العملية التربوية والتعليمية من الشوائب الكثيرة التي علقت بها ، وخصوصاً بالامتحانات العامة خلال سني الأزمة، التي بلغت نسبة الغش فيها عتبةً غير مسبوقة ، لتعود إلى وضعها الطبيعي خلال العامين الأخيرين ، ولتستعيد الثانوية العامة أهميتها القيمية والمعرفية بامتحانات نزيهة.
   ومسابقة تثبيت الوكلاء اليوم قيمة مضافة إلى عمل التربية ، التي تحاول بشتى السبل ، تجويد عملية التربية والتعليم وتحسين مدخلاتها ومخرجاتها.
    وهي كذلك تلبية طيبة لمناشدات آلاف المعلمين الوكلاء الذين كانوا ينتظرون مثلها منذ عقود ، لينالوا بعضاً من حقوق المعلم الأصيل ، وليستقروا نفسياً ومجتمعياً ومادياً ، وهو ما سيكون له منعكسات إيجابية كبيرة على التربية والتعليم في بلدنا .
  وهي دليلٌ آخر على تعافيه من الإرهاب واتجاهه إلى النصر المحقق بهمة رجال الشمس بواسل الجيش العربي السوري .
   وللعلم  تقدم لهذه المسابقة 16934 متقدماً عادياً ومن ذوي الشهداء والمصابين بحالة العجز التام ، وسيتم اختيار 15 ألفاً منهم  لتعيينهم بوظيفة معلم من الفئة الثانية.
   وأما في محافظتنا فقد بلغ عدد المتقدمين للاشتراك في المسابقة  1850 متقدماً من ذوي الشهداء ومن في حكمهم والعاديين ، وسيتم قبول  1300 منهم ، ونصفهم من ذوي الشهداء ومن في حكمهم والنصف الآخر العاديين.
  وأما الباقون فلن تتركهم الوزارة، بل إنها تبحث عن آليات جديدة لتثبيتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية شأنهم شأن المقبولين بمسابقتها هذه كما أكد الوزير شخصياً .
   فالوزارة بحاجة ماسة لهم لتملأ شواغرها بالقاعات الصفية ، ولتحقق ما تصبو إليه من استقرار المنظومة التربوية وتحسين العملية التعليمية.
   ولعله من المفيد أن تحذو بقية الوزارات حذو التربية ، وتبادر إلى تثبيت ما لديها من موظفين مؤقتين سواء أكانوا عاملين بعقود سنوية أو مياومين ، ما دامت بحاجة إلى خدماتهم وعملهم المستمر منذ سنوات ولم تفصلهم وليس باستطاعتها الاستغناء عنهم .
    فهؤلاء أيضاً يستحقون التثبيت لتحسين أوضاعهم المعيشية و استقرارهم النفسي.

                     محمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار