على صفاف العاصي : مسارات كرامة

في مسارات الحياة محطات ومفارق، وعند ضفاف الطريق ما يستميل العين من ارتدادات مشاعر وأمنيات..
هو العمر، مركب من سنين، فأي بحار هي دنيانا هذه.
حلم، أفق، مدى، صوت، صدى، قلق، فرح، انتظار، تقلبات أنفس تتفتق لتخط لها في الصمت بوح، والصمت مزيج بوح الأنفس الحالمة، هي مسارات أعمارنا ونحن نعبر إلى ضفاف الآتي، نعبر بهذا الكم من التطلعات والمفردات المجنحة، وعلى أجنحتها ملامح تاريخ صاغ للكون قمم المجد والكبر والكبرياء.
رب قائل في الأمل هدأة الروح ومرافئ النفس، وقائل: أمنياتنا لاظلال لها، ولب القول: إراداتنا الظلال والمرافئ..
آبارنا تنضح بما فينا، وما فينا سبيكة سورية قدسية لا مثيل لها..
حين نرخي للموج الأرعن عنان المجاديف، وحين نستل من فوضى الرمال المجدبة السيوف الصدئة كيف لأقدارنا أن تبني حصون الأمان و الفرح؟
كالقبرة المتثاقلة تناقلت خطواتنا ونحن نرنو إلى سلام يفترش سماءنا حين كانت وحوش السواد تدهم رقادنا، وحوش وخفافيش من أقبية الجهل أرعدت، فنفضت أبابيل الحق من و عن أجنحتها رماح الحق ، و ألقت وتلقي في السحيق أوهام المارقين، فتنجلي في الأنفس هدأة الروح و حلم السلام.
أيها الوطن السرمدي لاخوف من ارتدادات أوهامهم ولا من خيوطهم العنكبوتية التي أرادوا أن يحيطوا بها فسحات النور، فالنور لاتحجبه الخيوط الواهية، ومحطات عمرك أجل و أكبر من دروبنا القصيرة، وأبناؤك الذين آثروا في حضنك البرد والأمل يرتلون اليوم نشيد الخلاص ببركة من يتمترسون حبك والإرادة سترا وحصناً، أولئك الذين امتزجت أرواحهم بندى براعم تربتك التبر.
في الوغى ميامين تجذروا أشجار زيتون في شرايينك، وعلى المنابر تلافيف نور لونها الياسمين و الجوري تهدي إليك الوفاء، وخلف الأبواب الموصدة أمهات تهدهد أسرة الغد ليتبدد ظمأ المتعبين المرهقين .
هذه ليست تهويمات مثقلة بالرؤى، إنها قراءة رحالة أغوته وأعيته جغرافيا الواقع و الوقائع .
هي ومضات عاشق تماهى ليغدو خلية من جسدك الطاهر.
هي ترنيمة من سيمفونية الخلود التي يعزف موسيقاها فرسان سورية على مسرح الكون أمس واليوم وغداً، إنهم مجد سورية وأبجدية كرامة الحالمين بالغد الأبيض.

سامي محمود طه

المزيد...
آخر الأخبار