إذا شحت الأمطار رفعنا أيدينا إلى السماء متضرعين خاشعين لله أن يرسلها لنا رحمة, وإذا هطلت بغزارة شكرناه على نعمته، لكن إذا زادت عن حدها فإننا نعود إليه طالبين الرحمة من جديد وبخاصة إذا كنا قد نمنا طويلاً, مهملين مايجب اتخاذه من إجراءات لمواجهة هذه النعمة الزائدة.
والذي يحدث في شوارع مدننا وبلداتنا يجعلنا نتحدث بصراحة عن ضعف التدابير الوقائية لمثل هذه السيول كالعناية بأقنية درء السيول وعدم السماح بالبناء في مجرى السيول، وتنظيف الفوهات المطرية داخل المدن وفتح وتعزيل أقنية الأمطار داخل البلدات والقرى، هذا الإهمال يؤدي إلى مايحصل هذه الأيام من كثرة صراخ المواطنين والشكوى المتكررة.
لاشك أن موجة الأمطار الأخيرة فيها كل خير لجهة تغذية المياه الجوفية وامتلاء بحيرات السدود لكن في الوقت ذاته لايجب أن تكون نقمة على المدن والبلدات والقرى وطرقاتها وشوارعها.
وفي ـ الفداء ـ سبق أن تحدثنا مراراً عن هذا الواقع وعن ضرورة تعزيل الأنهار وفتحات المطريات تحسباً لأي هطل غزير، وللأسف يظن البعض أن كلامنا يأتي من فراغ، وأننا لانراقب عمل المؤسسات الخدمية، لكننا نرصد كل ماهو إيجابي وسلبي.
والعبرة لنحتاط أكثر وكما يقال: اعقل وتوكل.
توفيق زعزوع