تركت الحرب الغاشمة على بلدنا الحبيب سورية أثراً سلبياً على جميع مفاصل الحياة، لكن الأكثر إيلاماً هو الغلاء الفاحش الذي حل بجميع المواد الاستهلاكية الأساسية و غيرها ، رغم المحاولات الكثيرة التي تبذلها دولتنا الكريمة إلا أن جميعها تبوء بالفشل لأسباب كثيرة باتت واضحة وضوح الشمس للعيان ، و كل يغني على ليلاه، فالتموين يحدد تسعيرة للمواد المباعة بشكل يناسب دخل المواطن، أما التجار فيبيعون ويشترون على هواهم و لا يلتزمون بالتسعيرة المحددة من قبل المعنيين، وإن سألتهم عن السبب يقدمون لك حججاً مختلفة قد تقنعك كأن يقولوا : نشتري بالدولار، فكيف سنبيع بالليرة السورية، إننا مجبرون على البيع بسعر يناسب سعر الصرف حتى لو اضطررنا لإغلاق محالنا التجارية صباحاً و اكتفينا بالعمل ليلاً بعد أن ينتهي عمل موظفي التموين كي لا نتعرض للمساءلة القانونية و الغرامة المالية التي غالباً تكون مرتفعة أكثر من المعتاد .
أما المواطن فلا حول و لا قوة له فهو يحاول التوفير و التوازن بين هذا و ذاك إلا أنه في النهاية لا يجد ما يستند إليه فالغلاء الفاحش طال كل شيء.
ختاماً: ينادي الجميع بصوت واحد لأصحاب القرار أن يوجهوا أنظارهم إلى المستوردين الأساسيين المعروفين بالاسم و الهوية فهم المسؤولون الوحيدون عن كل ما يحصل اليوم وبالتالي يخففوا مراقبتهم لأصحاب المحال الصغيرة الموزعة هنا وهناك التي تسير وفق ما يحدده المستورد الأساسي من هامش للربح ،ووضع حدّ لجشعه و طمعه بآن معاً، فهو الحوت الأكبر الذي يبتلع كل شيء غير مكترث بما يحدث من حوله ، يعمل على مبدأ : خربت عمرت حادت عن ظهري بسيطة ،ولله في خلقه شؤون .
سوزان حميش