يقولون : أهل مكة أدرى بشعابها، لذلك سنتحدث عن مشاهداتنا العامة في سلمية، مع العلم أن المشاهدات الأخرى في المناطق والمدن كلها تقريباً متشابهة، حيث يرى المواطن العزيز اصطفافات عدة يتمناها أن تكون في غير مكان ولأهداف حقيقية، فالاصطفاف أمام محطات الوقود بات من السمات الأساسية لجغرافية المحطة، وبات الدافع الأساسي للحراك التنظيمي الفاشل الذي نشهده ، محاولة بإقامة العدالة المنشودة في التوزيع، و هو ما يشبه الاصطفاف المنتظر للحصول على أسطوانة الغاز ، المرتبط بحيثيات عامة و خاصة ، كذلك الاصطفاف أمام الأفران، اختصت به فئات معينة من البشر، بدأت ممن اعتادوا الاستيقاظ المبكر، وحتى تجار الخبز الذين كان لهم دور في الأزمة التي لحقت بمن أحب أن يأكل الخبز طازجاً، ليحققوا الثراء والكسب غير المشروع بكل الطرق ، أما الاصطفاف في مؤسسة المياه المميز بالمشاهد الكوميدية الحاصلة، حيث يجلب المواطن السلموني الذي لا تصله الماء ، كل ما استطاع من الأواني المنزلية لديه لتعبئة المياه التي هي أبسط حقوقه وأهم مقومات حياته ، و سمعت أحدهم يُنكّت قائلاً: يا جماعة البارحة قصدنا عمال المياه فقالوا: أنتم مهددون بقطع المياه لأنكم تأخرتم بتسديد الفاتورة، فأجبتهم اقطعوها، لأننا لا نراها أصلاً ، لهذا تمنينا أن نشاهد حلاً لأجزاء بسيطة من المشكلات القابعة كالكابوس فوق رأس المواطن! .
شريف اليازجي