قبلاً ، وفي مثل هذه الأيام العصيبة التي كانت تبلغ فيها أسعار الخضار والفاكهة عتبات عالية لا يستطيع المواطن بلوغها أو الدنو منها ، كانت السورية للتجارة ممثلة بفرعها في محافظتنا ، تبادر إلى التدخل الإيجابي لنجدته من الغلاء الفاحش ، بعد أن تشتري من الفلاحين المنتجين مباشرة كميات كبيرة من البطاطا والتفاح على سبيل المثال لا الحصر وتطرحها بصالاتها ومراكز بيعها بأسعار مقبولة نوعاً ما .
واليوم تبدو غائبة عن الأسواق وبعيدة عن المواطن ، فكيلو البطاطا في راهننا يباع ما بين 350 و 400 ليرة وكذلك البندورة و الباذنجان الأسود بـ 450 إلى 550 ليرة والتفاح بـ 750 و 800 ليرة والموز بـ 750 و850 ليرة ، فأين السورية للتجارة اليوم من نجدة المواطن ؟.
ويتساءل المواطنون إذا لم تبادر السورية للتجارة اليوم إلى التدخل الإيجابي ونجدتهم فمتى ستتدخل ؟.
هل عندما يصل كيلو البطاطا إلى ألف ليرة مثلاً ؟.
قد يقول قائل : إنها تتدخل اليوم بتوفير المواد الغذائية المقننة للمواطن بموجب البطاقة الذكية ، وتعمل جاهدة على كسر احتكار بعض التجار للسكر والرز والشاي وبيعها بأسعار مدعومة .
ونحن نقول : هذا صحيح وتُشكر على ماتفعله ، ولكن ليس بتلك المواد الغذائية المقننة وحدها يحيا المواطن ، بل بمواد أخرى أيضاً ، وقد تكون البطاطا من أهمها ، فهي لحم الفقراء ومن أكثر المواد الغذائية استهلاكاً للأسرة التي يطلبها أطفالها يومياً ولا يملون منها .
إن المواطنين يعوِّلون كثيراً على دور السورية للتجارة ، في إعادة التوازن لأسعار موادهم الغذائية عموماً، و البطاطا والتفاح خصوصاً ، علماً أن تفاح السويداء يباع بأسواقنا المحلية والكيلو بـ 750 ليرة فقط لا غير !.
فهي ذراع الحكومة الاقتصادية القادرة على دعم المواطن بالأوقات العصيبة ، بما تمتلكه من إمكانات ومقدرات ومراكز منتشرة أفقياً بمناطق المحافظة وسيارات جوالة كثيرة ، ولا نظن المواطن يعيش بأوقات عصيبة أكثر من هذه !.
محمد خبازي