على ضفاف العاصي : الأطفال يرمون الأشجار المثمرة بالحجارة

اعتدت على الحوار مع صاحبي الذي ألقاه بين الفينة والأخرى وأشعر بالسرور البالغ عندما ألتقي به، إذ إن الصحبة المستمرة لايمكن أن تأتي إلا من خلال التجانس الفكري والوعي الثقافي والحوار الصادق الذي ينطلق من أرضية ثقافية متقاربة إن لم نقل متجانسة. قال صاحبي: لماذا الأطفال يرمون الأشجار المثمرة بالحجارة؟ أو المتخلفون من الرجال؟ قلت: هذا أفضل من أن يقلموها وربما يأتي اليوم الذي يدركون فيه أهميتها فيحافظون عليها.
وإن الأمر لايقتصر على الأطفال في رمي الأشجار المثمرة فهناك كبار يرمونها بفؤوسهم لاطمعاً في ثمارها لكن حباً في أن تبقى جرداء قاحلة، قال صاحبي: ما الحكمة في ذلك؟ قلت: هل من المعقول أن هناك حكمة ياصاحبي في هذا العمل غير الأنانية والحقد على الخضرة والجمال كي لا تبقى هناك شجرة واحدة يمكن أن يستفيد منها الوطن لأنهم يعشقون الأشجار العارية حتى في الأوراق كي لايستظل في ظلها إنسان متعب في يوم قائظ وحتى لايتفيأ في فيئها الناس ( الغلابة) الذين أتعبهم العمل في الأرض بعد حصاد محاصيلها الوافرة، إذ إن هناك أشجاراً لاثمر فيها ولا أوراق يؤمها البوم الذي ينذر بالخراب والغربان التي تتخذ منها استراحة وقيلولة بعد أكلها /الجيف/ ولحوم الحيوانات النافقة وإن استمراريتها هو تمايلها كلما هبت عليها الرياح حيث يسمع لها صرير يؤنس الطيور المهاجرة التي لاتظهر إلا في فصول معينة. قال صاحبي: صدقت ماقلت ياصاحبي لأنني شاهدت يوماً شجرتين من صنف واحد واحدة مثمرة وأخرى غير مثمرة هرع مجموعة من الأطفال إلى الشجرة المثمرة ورموها بالحجارة وكسروا أغصانها أما الأخرى فلم يمسها أحد وفوق كل ذلك تعمر أكثر وتعيش طويلاً لكن لايستفيد منها الوطن، قلت: حتى أغصانها لايستفاد منها إذا مافكر الراعي أن يقطع غصناً منها يهشّ به غنمه أو أن يدافع به عن نفسه إذا ماهاجمته ذئاب كاسرة.

أحمد ذويب الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار