نبض الناس : يجب أن تنجح !

في العلم المقدمات الصحيحة تقود إلى نتائج صحيحة ، وفي الحياة الاستعداد المدروس والجيد لأي عمل يحقق النجاح.
وفي الواقع قد يشوب العمل – أي عمل – شوائب ما غير متوقعة ، ما يقتضي التعامل معها بعقل، ومعالجتها بطرق علمية تكفل استمرارية العمل وعدم توقفه أو التراجع عنه، كي لا تفشل الجهات التي باشرت به فشلاً ذريعاً ، وكي لا تكون خسائرها كبيرة على كل الصعد، قد يكون الصعيد المادي أهونها !.
وباعتقادنا تجربة بيع السكر والرز والشاي للمواطنين بموجب البطاقة الذكية ، يجب أن تنجح وتستمر حتى تصبح واقعاً جيداً وأمراً مألوفاً في حياتنا اليومية ، بحيث يذهب أيٌّ منا إلى أقرب مركز استهلاكي وبأي يوم  ليشتري مخصصاته المتوافرة دائماً والمغلّفة بأناقة ، بكل يسر وسهولة ومن دون أي روتين أو تعقيد أو شكوى .
وبالطبع هذا ليس حلماً ، وإنما  ما يُفترضُ أن يكون حقيقةً فيما لو استعدت السورية للتجارة الاستعداد الأمثل لتعميم بيع المواد الغذائية المقننة والضرورية لحياة الناس اليومية بالبطاقة الذكية ، قبل إطلاق الحكومة هذه التجربة أو اتخاذها هذه الخطوة مع بداية الشهر الجاري ، التي رافقها الكثير من الإرباكات التي هي من النتائج السلبية للاستعداد غير التام ولا الناجز للسورية للتجارة لمثل هذه التجربة التي كان لابد من توفير بنيتها التحتية كاملة قبل إطلاقها ، وأهمها توفير العاملين بالصالات ومراكز البيع ، شبكة النت والأهم الأهم المواد المشمَّلة بالبطاقة .
وفي الحقيقة هذا كله لم يكن متوافراً منذ البداية ، لذلك لم تكن النتيجة بمستوى الطموحات !.
ولهذا كله ينبغي للحكومة و للسورية للتجارة تقييم الأيام العشرة الأولى من تطبيق تجربة بيع المواد الغذائية المقننة بالبطاقة الذكية ، ومعالجة الإرباكات المذهلة التي اعترضتها وسببت معاناة شديدة للمواطنين، بغية التخفيف عنهم وتمكينهم من موادهم من غير منغصات.
ولعله من المفيد الإفادة من مقترحات المواطنين، أن يتم توزيع المواد التموينية بالبطاقة الذكية على العاملين في الدولة عبر المراكز الاستهلاكية الموجودة في المعامل والشركات والإدارات تخفيفاً للازدحام على مراكز السورية للتجارة ، مثلما كان يتم أيام البونات .

                     محمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار