كعادتها، استعدت مديرية الصحة الاستعداد الأمثل ، لتنفيذ حملة التلقيح الوطنية ضد مرض شلل الأطفال، التي تبدأ اليوم الأحد 16 الشهر الجاري وتستمر حتى الـ 20 منه ، لتلقيح جميع الأطفال من عمر يوم حتى الخمس سنوات في جميع المراكز الصحية المنتشرة بمناطق المحافظة ، إضافة إلى الفرق الجوالة التي ستنطلق في رحاب الأرياف التي لا توجد فيها مراكز صحية ، لتغطيتها والوصول بلقاحاتها إلى أبعد تجمع سكاني مقيم فيها ، لتحمي أطفالها من هذا المرض .
واللقاح كما هو معروف مجاني وآمن ، ومختبرٌ بمخابر منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة ، وقد أثبت خلال السنوات الماضية جدواه في تحصين أطفالنا ضد هذا المرض ، وفاعليته بحمايتهم من خطره وأضراره عليهم ومنعكسات ذلك على أسرهم نفسياً ومادياً .
فالبيت الذي فيه طفلٌ معوَّقٌ ، بيتٌ حزينٌ ، وينقص أسرته الفرح ، وكأن كل أفرادها مرضى بالحزن على صغيرهم الذي أقعده المرض ، وهم كذلك بالتأكيد لأنهم قلبٌ واحدٌ وجسدٌ واحدٌ أيضاً ، فإن مرض منه عضو تداعت له بقية الأعضاء بالسهر والحُمَّى !.
وباعتقادنا ينبغي ألاَّ يتأخر أيٌّ منا ، عن اصطحاب طفله إلى أقرب مركز صحي لتلقيحه فيه ، وبأي يوم من أيام هذه الحملة ، وحتى لو كان ملقحاً سابقاً ، فإن ذلك يدعم لقاحاته السابقة ويزيد في تحصينه ضد هذا الداء الفتاك.
أو أن يمكِّنَ الفرق الجوالة التي تجوب الأحياء أيضاً من أداء مهامها ، لأن في ذلك دفعاً للأذى عن الأطفال ، وإبعاداً للضرر النفسي والمادي عن الأسرة كلها .
إن حماية أطفالنا من الشلل تقع على عاتق الأب أو الأم أولاً ، ومن ثم على الصحة التي عملت ما عليها من واجبات واتخذت كل الإجراءات اللازمة لتحقق هذه الحملة أهدافها ، وتنتظر من الأهل المبادرة لاصطحاب أطفالهم إلى مراكزها.
وبالطبع ليس هناك أي مبرر أو عذر يمنع ذلك ، فلنساهم جميعنا بحماية أطفالنا من أبشع مرض من الممكن أن يصيبهم فيما لو أهملنا تلقيحهم ضده.
محمد خبازي