يوم المجالس المحلية !

   شهدت مدن المحافظة الرئيسية وقراها وبلداتها، حملات خدمية مهمة للغاية ، في سياق يوم المجالس المحلية الذي قُرر بـ 17 شباط من كل عام ، لتحقيق التوازن التنموي بين المناطق ، وعلى كل الصعد ، و أبرزها الخدمات العامة.
  وبالتأكيد من المفيد جداً ، ومن الحسن كثيراً ، أن تهب مجالس المدن والبلدان والبلديات هبَّة واحدةً في هذا اليوم ، لتنفيذ حملات نظافة عامة وترقيع شوارع وطرقات رئيسية وفرعية وتقليم أشجار وغرس أخرى بدل المكسرة، ودهان أطاريف أرصفة ومنصفات وجزر طرقية، وردم حفر، وترحيل أنقاض  وغير ذلك من القضايا الخدمية، ولمدة أسبوع .
   وهو ما يجعلنا وعموم المواطنين نتمنى لو أن كل أيامنا مخصصة للمجالس المحلية ، التي يغرق العديد منها – وليس كلها – بنوم عميق وسبات طويل بقية أيام السنة كلها ، لتنهض من استغراقها بالنوم في السابع عشر من شباط ، وتهب هذه الهبة الخدمية الرائعة بمؤازرة مؤسسات الدولة الخدمية التي تضع آلياتها ومعداتها تحت تصرفها !.
   ولو لم يكن كلامنا عن استغراقها بالنوم طيلة أيام السنة صحيحاً، لما رأيناها وعلى امتداد المحافظة تنفذ هذه الأعمال الخدمية الكثيرة و المتنوعة بربوعها وآفاقها وأحيائها بهذه الهمة العالية والحماسة الشديدة !.
  فلو كانت تلك الوحدات الإدارية تتابع قضايا المواطنين الخدمية كل يوم متابعة ميدانية ، لما تراكمت تلك الأعمال ، ولما هبت هذه الهبة الآنية التي تزول آثارها ومفاعيلها بمرور المناسبة وانتهائها.
   ولما رأينا شوارع محفرة وأرصفة مكسرة و أكوام القمامة متراكمة هنا وهناك، ولما شاهدنا طرقات ترابية وموحلة حتى اليوم بأريافنا الجميلة، فلو تم كل سنة – على سبيل المثال و الحصر – تنفيذ مشروع تعبيد لتلك الطرقات بكل قرية من قرانا ، لصارت كلها معبدة ولكانت أجمل من باريس!.
  بكل الأحوال، لن نلوم بهذه المناسبة الجميلة ( يوم المجالس المحلية ) الوحدات الإدارية المقصرة على تقصيرها، فنحن نعرف البئر وغطاءها، ونعلم علم اليقين أنَّ على قدر أهل العزم تأتي العزائم، ولكننا ندعوها مع (بوسة شوارب لرؤسائها) لاتخاذ هذه المناسبة مصدر إلهام لانطلاقة دائمة للعمل الميداني في ربوع مدننا وقرانا لتخليص مواطنيها من مشكلاتهم الخدمية المتراكمة ، وقد تكون الحفريات والقمامة أشدها إيلاماً لهم.

  محمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار