مازال يراود أخيلة عدد من الناس مفهوم التقاعد في بلادنا، إذ إن الحد الزمني للتقاعد للموظفين بالستين عاماً وهذا قانون السن التقاعدي للجميع باستثناء العدد القليل لأسباب الحاجة والخبرة، لكن بالنسبة لأصحاب العلم والفكر قد يتقاعدون من الناحية الوظيفية والدوام ولكنهم لايتقاعدون من الناحية المهنية مادام هناك فيهم قلب ينبض، وفكر يتقد، وصحة جيدة.
ويذكرني هنا الزميل (جلال خير بك) عندما قال:
عندما استقبل السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية المجلس الأسبق لاتحاد الصحفيين وكنت أحد أعضائه، قال السيد الرئيس باستغراب حين تطرق الحوار إلى مسألة تقاعد الصحفي: وهل يتقاعد الصحفي؟ فوجه السيد الرئيس كلامه للجميع وقال: (أنشئوا للصحفيين المتقاعدين هيئات استشارية في الصحف واستثمروا خبراتهم ففي بلاد الدنيا لايتقاعد الصحفي مهما بلغ عمره).
فكم من صحفي تقاعد من وظيفته وازداد إنتاجه المهني إلى حدود الـ 90% عما كان من قبل لأن الخبرة لاتأتي عبر أيام أو شهور بل تأتي عبر تراكم معرفي ثقافي، فكلما ازدادت الخبرة نضجت المعرفة، وكلما نضجت المعرفة تعزز الاختصاص وأصبح عملة صعبة وخاصة في بلدان تطمح إلى التطور والتقدم. فالصحفي جندي مجهول في إعلام ملتزم يبحث عن الحقيقة مسلطاً الضوء على مواطن الخلل والفساد في المجتمع ليطور القوة الكامنة فيه لتصبح بندقيته القلم والكلمة والالتزام بقضايا الناس هدفه وضع المواطنين في حقيقة الواقع والأخذ بأيديهم إلى شاطئ السلام فيجنبهم تقليل الأعداء ويحصنهم بالوعي الوطني جاعلاً منهم أداة تغيير في المجتمع .. وعندما نؤكد على الصحفي الملتزم نعني بذلك أن تكون له قضية عادلة يدافع عنها ويعمل من أجلها.
أحمد ذويب الأحمد