نبض الناس : جيدٌ مادام مكروهاً !

كما قلنا سابقاً عن توزيــع المواد المقننة بالبطاقة الذكية ، نقول: إن الحكم اليوم على تبديل أسطوانات الغاز المنزلي بموجب هذه البطاقة، يفتقر للموضوعية، كون التجربة ببداياتها ، والبدايات دائماً تحتمل وجود ثغرات أو عثرات، تشبه عثرات الطفل الصغير الذي يتعلم المشي وأول الخطو ، الذي يصبح مع مرور الوقت وتشجيع الأهل واثق الخطوة ، و قادراً على المشي بمفرده ، بعد نهوضه من كل تعثر الذي يمسي من الذكريات الجميلة ، عند تذكره في لمَّةٍ عائلية !.
  ومادام توزيع الغاز بالبطاقة الذكية غير مفهوم ويثير التساؤلات من قبل الأغلبية العظمى من أصحاب مراكز التوزيع ، فهو برأينا جيدٌ ، وتستحق هذه التجربة منحها المزيد من الوقت ، لتثبت نجاعتها في القضاء على كل الظواهر السلبية ، والممارسات الخاطئة التي يمارسها أصحاب المراكز واللجان المعنية بالإشراف على تبديل المواطنين أسطواناتهم، التي كان أغلبها متواطئاً مع أصحاب المراكز ، لقاء المنفعة المادية وغير المادية ، على حساب المواطن الذي كان يعاني الكثير ليحصل على أسطوانته ، إلاَّ من كان يلجأ إلى وساطة ما بمنطقته ، أو على معرفة برئيس اللجنة بحيّه أو مدلل من صاحب المركز !.
   وباعتقادنا ، عندما يتوافر الغاز السائل بما يلبي الحاجة الفعلية لمواطني المحافظة – وهو قيد التوافر  – وعندما تعالج شركة تكامل الثغرات في رسائلها للمواطنين – وهي تعالجها حالياً – فإن كل تعثر سيزول وكل معاناة المواطنين الراهنة ستنتهي ، وستحقق البطاقة الذكية غاية استخدامها الأمثل ، من حيث العدالة بالتوزيع ، والقضاء على الازدحام والفوضى أمام المراكز ، والأهم على الاستغلال والإتجار غير المشروع بأسطوانات الغاز !.
   فالمواطنون الذين بدَّلوا أسطواناتهم بموجب هذه البطاقة ، أكد العديد منهم أن ذلك لم يستغرق سوى دقائق معدودة ، ومن دون أية معاناة أو ابتزاز أو مِنَّةٍ من لجنة الحي أو صاحب المركز ، فهم سلَّموا المركز الذي وردتهم رسالة بالتوجه إليه أسطوانة فارغة و استلموا أخرى مليئة ، هكذا بكل بساطة ، ومنهم من أنقد صاحب المركز 2700 ليرة فقط ولم ينبس ذاك ببنت شفة ، أي لم يجرؤ على المطالبة بالمزيد ، ومنهم من أنقده 3 آلاف ليرة طوعاً.
    بكل الأحوال ، نرى أن كل ما يقضي على السمسرة واستنزاف المواطن واستغلال حاجته ونهب مقدرات البلاد والعباد ، هو أمر جيد مهما كان شاقاً في بداياته.
ونعتقد أنكم لستم بحاجة للتذكير كيف كان بعض موزعي الغاز بأحيائكم قبل سني الحرب على بلدنا، وكيف أصبحوا اليوم ، ففي ذاكرة كلٍّ منكم صورة حية لذلك الرجل النحيف الهزيل الذي أمسى بقدرة الغاز من ذوي الكروش والجاه والنفوذ!.

                  محمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار