الحياة مدرسة

من يريد أن يتعلم من مدرسة الحياة عليه الالتصاق بالناس في الشارع وعلى الأرصفة وفي محالهم، ويختلط معهم ويتسامر مع جميع شرائحهم الاجتماعية، يعيش حياتهم ويتعرف على معاناتهم ويكتسب معرفة جديدة من خلال أحاديثهم ونكاتهم وحكمة الكبار بينهم، وخاصة بعد أن تبني جسوراً من المودة والصداقة معهم, تسألهم عن المسؤول أي مسؤول وماهي سماته في نظرهم؟ يقول بعضهم هو الذي يفتح باب مكتبه للمراجعين ويحل مشكلاتهم ويتحمل المسؤولية دون تذمر, ولايحتج بالاجتماعات أو يهرب من مواجهتهم والبت في طلباتهم المشروعة.. تتعرف من خلالهم على حركة السوق والنشاط التجاري وتتحدث معهم, تسأل بعضهم عن اهتماماته وحاجاته ومتطلباته, مررت بأحد الحوانيت التي يعمل بها مواطن متقدم بالسن على مايبدو لديه تجربة غنية في الحياة قلت له:
كم من الأصدقاء لك بعد هذا العمر الطويل؟ قال لي: واحد فقط فهو مجرب والمجرب لايجرب/ صديق وفيّ ومخلص نقي/ لايغرنك كثرة الأصدقاء ففي الأزمات لانجد منهم أحداً، والأصدقاء أنواع منهم صديق طريق, ومنهم صديق مصلحة, ومنهم يدعي الصداقة دون تضحية ومنهم صديق منافق يقبّلك ويحمل شراً لك, وعند الشدائد يخذلك ويتبرأ منك.
انظر يابني أريد أن أوصيك وصية استفد منها وهي، قيل قديماً: (من خلق ليحبو لايستطيع السير على قدميه منتصباً) لذلك هناك أناس خُلقوا منذ البداية ليزحفوا لايمكن أبداً أن يسيروا على أقدامهم..). قلت له: صدقت ياعم إن المجرب لايجرب، ودائماً إن الرجال صناديق مقفلة لاتكشفها إلا التجارب وبعد الاكتشاف من الغباء أن تجربها مرة ثانية وهكذا الأصدقاء لأن الكسيح ياعم لايقوى على المسير.
فالحياة مدرسة يتعلم منها الإنسان التجارب والحكمة ويعرف من خلالها الصديق وغير الصديق.
أحمد ذويب الأحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار