يتسم حديث الشارع اليوم عن الكورونا بالكثير من التهويل والمبالغة، والشطط في وصف العلاج الشعبي له، ما جعلنا نسبق الصينيين بابتكار الدواء الشافي المعافي، الذي يدخل بتركيبه الليمون والثوم، وهو ما فات علماء الصين الذين حاروا باكتشاف وصفاتنا الطبية التي تشفي حتى من أخطر أنواع السرطانات!.
ولهذا نقول : دعونا مما يتداوله عامة الناس في أحاديثهم ومسامراتهم ، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولنركن إلى العقل والعلم والمنطق فقط ، لا إلى الخرافات أو الخزعبلات أو التهويمات الفارغة!.
فلو كانت الرُّقى تشفي ، لكانت مشافينا العامة والخاصة خالية من المرضى، ولأغلقتها وزارة الصحة واستثمرتها لغير الطبابة والاستشفاء، ولو كانت الوصفات الشعبية نافعة، لما رأينا مريضاً في بيت، ولو كانت تراكيب الليمون والثوم واليانسون والكمون والزنجبيل وغيرها، البلسم الشافي المعافي من أي أمراض بما فيها السرطانات والعقم والديسك والتهاب المفاصل ، لحصل كلٌّ منا على براءة اختراع ، ولكان كل شخص منا يرتع بشباب دائم!.
دعونا من كل ذلك، وخصوصاً في الحديث عن الكورونا، ولنتابع ما يصدر عن وزارة الصحة فقط، التي تتابع انتشار هذا الفيروس على مستوى العالم ودول الجوار وتراقب عدد الإصابات به والتي شفيت منه، وتنشر كل طارئ أو مستجد بموقعها الرسمي وتزود وكالة الأنباء الوطنية – سانا – بنسخة عنه .
وبالطبع هي تقول الحقيقة، إذ ليس في صالحها التعتيم على أي إصابة في حال وقوعها، أو نشر معلومات مغلوطة أو غير دقيقة.
ولعل ما يهمنا كمواطنين بهذا المجال ، هو اتباع التعليمات الوقائية التي يدعو لتطبيقها الأطباء ذوو الاختصاص، فهم الأقدر على توصيف الداء والدواء بالاستناد إلى العلم والمعرفة والخبرة العميقة.
ففي اتباعها وقاية وحماية وحسن تدبير، ريثما تُطبقُ الدول الكبرى ذات المعاناة الشديدة على هذا الفيروس إطباقاً نهائياً.
محمد خبازي