العلم مفاتيح ثقافة وتطور، و لا أعتقد بأن أحدنا يقلل من الزخم المعرفي والتنوع الحضاري الذي تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى المشاعر والأحاسيس يمكن في حالات معينة أن تنشأ من تعارف وصداقات فيسبوكية ، فكم سمعنا عن زيجات تمت بعد تعارف ماسينجر أو غيره من وسائل التواصل ..
ولكن ما نتابعه من مصطلحات فيسبوكية بقصد المجاملة أو المديح كلمات وعبارات أصبحت مكرورة كقاموس الأوجه الذي تتحفنا به إدارة الفيسبوك و سأعرض بعض الردود و المطبات الساخرة التي قد توقع صاحبها بسبب اللامبالاة في الرد، أو الرد من دون قراءة المنشور، والحقيقة إن ما دفعني إلى هذا الخوض هو هذه الردود . .
تطالعنا المنشورات الفيسبوكية بأخبار عائلية ومناسبات خاصة، كأن يخبرنا أحد الأصدقاء بوفاة عزيز أو قريب، ولأن بعض أصدقائه لا يقرؤون المنشور بل يسارعون إلى تثبيت تفاعل وحضور تحدث مفارقات ساخرة فقد قرأت تعليقاً على خبر وفاة كلمة ( منور ) و على منشور آخر مشابه كتب أحدهم ( الله يسعدك ) وكتب ثالث ( سيد الكل ) !!
أما الوجوه والرموز فحدث ولا حرج، إذ يتحفنا بعضهم بما يشي بالإعجاب والحب ، وطبعاً هي تعليقات غير مقصودة..
لنا أن نتشارك المناسبات، وأصدقاء الفيس قد يكونون من واقع مجتمعنا وعلاقاتنا الجامعة ولكن أرجو أن نتمعن في ما ينشر قبل أن نسطر حضورنا مواقف محرجة و متسرعة . .
قنوات التواصل الاجتماعي غدت واقعاً لا مفر منه حتى مع التطبيق الجديد لنظام الحد من مساحة الحرية في استخدامها فهي قاربت حال الإدمان في حياتنا، ولكن ليتنا نتبع الحكمة فيما نكتب لنرتقي بصفحاتنا وتواصلنا .
ومن الطريف في التواصل المذكور أن يشكل التراسل الفيسبوكي أكثر الوسائل في تقريب القلوب فتنشأ علاقات حب ومودة من هذا التراسل ، و الطريف هنا أن يكتشف أحد طرفي التواصل أن من حدثته بلسان أنثى هي شاب تمثل مشاعر فتاة أو العكس ، و هنا لو تخيرنا في قبول صداقاتنا الأسماء الواضحة الجلية لابتعد من يقع في مطبات كهذه من هكذا انزلاق . .
لا شك في أن كثيراً من أصدقائي عانوا من هذه المطبات والمصطلحات الفيسبوكية فلنكن أكثر انتباهاً في تعاملاتنا هذه . .
سامي محمود طه