تلقى مربو الدواجن والفلاحون مؤخراً ، ضربتين موجعتين على الرأس وتحت الحزام ، برفع أسعار مدخلات الإنتاج وتكاليفه رفعاً عجيباً غريباً ، وأقل ما يقال فيه إنه يقضي على ما تبقى من مداجن عاملة بالبلد ، وعلى ما تبقى كذلك من زراعة المحاصيل الاستراتيجية بعد خروج القطن و الشوندر السكري من الخطط الزراعية !.
فقد كان سعر الطن من أعلاف الفروج بحدود 250 ألف ليرة ، ومنذ أيام ليست طويلة صار بـ 450 ألف ليرة ، وهو ما أدى إلى توقف العديد من المشتغلين بصناعة الدواجن بالمحافظة ، عن العمل والإنتاج ، ليتكبد المستمرون بها خسائر فادحة، وليقلع المواطن عن شراء الفروج أيضاً – إلا فيما ندر – الذي يباع الكيلو المنظف منه بـ 1500 ليرة، ومن أرض المدجنة بـ 1400 ليرة.
وقبل أيام معدودة عدَّلت الحكومة – ولم تقل أنها رفعت – أسعار الأسمدة الزراعية ، تعديلاً جعل الفلاح يصرخ كمن لسعته أفعى !.
بحيث صار سعر طن السوبر فوسفات 304 آلاف و800 ليرة وقد كان بـ 151 ألفاً و200 ليرة، أي بنسبة تزيد عن 100 بالمئة !.
وصار سعر طن اليوريا 248 ألفاً و300 ليرة وقد كان بـ 175 ألف ليرة ، أي بنسبة 42 بالمئة.
و الطن من نترات الأمونيوم بـ 206 آلاف و 600 ليرة وقد كان بـ 108 آلاف ليرة ، أي بنسبة 26 بالمئة.
وذلك في الوقت الذي يعاني فيه فلاحنا الذي يزرع القمح فقط ما يعانيه أصلاً ، من ارتفاع تكاليف الإنتاج وأزمات التسويق، ونسب الأجرام بمراكز استلام الحبوب ، وتدني نسب الدعم الحكومي إن وجد ، أو التعويض عن الأضرار إن تمَّ !.
وبالطبع المتضرر الأكبر بعد الفلاح و من تبقى من المشتغلين بصناعة الدواجن ، هو المواطن الذي سينعكس عليه ذلك الارتفاع انعكاساً شديد التأثير في حياته المعيشية الصعبة ، بل التي أمست أكثر صعوبة من الصعب ذاته !.
محمد خبازي