على ضفاف العاصي : ثورة الثامن من آذار في ذكراها السابعة والخمسين

تحتفل جماهيرنا في القطر العربي السوري في الذكرى السابعة والخمسين لثورة الثامن من آذار المجيدة، إذ شكلت عام1963 محطة نضالية مركزية في تاريخ نضال حزب البعث العربي الاشتراكي، حيث أسهمت في نقله إلى قيادة الدولة والمجتمع فأصبح المجتمع الذي يقوده الحزب إطاراً مناسباً لتطبيق أهدافه ومنطلقاته الفكرية، ونتيجة لذلك أصبح الحزب مطالباً أكثر من أية مرحلة سابقة ببلورة أفكاره ومنطلقاته أي بتقديم نظريته النضالية ومنهاجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ووضعه موضع التنفيذ وإعطاء هذا الفكر وهذه المنطلقات نقطة جديدة على ضوء تجربة الماضي ومنطلقات الحاضر ومسارات المستقبل، لا سيما أن الحزب غدا حزباً يتحمل مسؤوليات كبيرة على صعيد البناء الداخلي تطلبت إيجاد بنية جديدة للمجتمع تمتلك القدرة على تحقيق أهدافه وبذلك لا بد من مراجعة أفكار الحزب باستمرار على أساس التحولات التاريخية القائمة، فكانت ثورة الثامن من آذار مليئة بالتحولات الجذرية والهامة داخلياً وقومياً وعالمياً ولهذا كان لا بد من أن تأتي التصورات والإنجازات كبيرة وتستجيب للواقع القائم . وتجسد ذلك في بعض المنطلقات النظرية التي أقرها المؤتمر القومي السادس للحزب عام 1963 وتضمنت تحديد الوحدة والحرية والاشتراكية والمنهاج المرحلي للحزب على المستوى الداخلي، وأقر المؤتمر القومي السابع تحديد سمتين أساسيتين لفكر الحزب وهما العلمية والثورية أي الاعتماد على العلم في معالجة الظواهر غير الطبيعية في المجالات كافة إن كان في الأرض أو المعامل أو في تحقيق العدالة الاجتماعية، والاعتماد على الثورية في الحلول لصالح الفلاح والعامل بشكل جذري بعيداً عن الوسطية وعلى المستوى القومي عملت الثورة على تحقيق الوحدة العربية واعتبرت القضية الفلسطينية بوصلة نضالها القومي، وعلى المستوى العالمي وطدت العلاقات مع الدول الاشتراكية وحركات التحرر العالمي وعدم الانحياز، وحدد الحزب العلاقة بينه وبين السلطة ودور الحزب كقائد وموجه للسلطة ، كما حدد استراتيجية المرحلة المقبلة بالانفتاح على القوى التقدمية والتعاون معها والعمل مع الجماهير والتفاعل مع قضاياها .
فكانت ثورة الثامن من آذار رداً على الانفصال المشؤوم الذي طعن وحدة 1958 بين مصر وسورية .
وقد جاءت ثورة آذار لتنصف الكادحين من الطبقة العاملة عمالاً وفلاحين ورفعت شعار: (الأرض لمن يعمل بها والمعمل للعامل) فحولت وسائل الإنتاج من ملكية خاصة إلى ملكية عامة والقضاء على الوسيط الرأسمالي، وبنت جيشاً عقائدياً متماسكاً يدافع عن الوطن ، حاملاً قضية عادلة ، لذلك اليوم يدافع الجيش العربي السوري عن سيادة الوطن واستقلاله ضد عصابات التكفير والإرهاب وأسيادهم .
نحيي في هذه المناسبة العزيزة حزبنا القائد وقائدنا المقاوم وجيشنا المغوار والشرفاء من شعبنا الطيب والرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا الكرام وكل عام وأنتم بخير .

 أحمد ذويب الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار