يتحدث أهالي سلمية بمختلف مستوياتهم المجتمعية وفئاتهم الشعبية، وبكثير من الحسرة والألم ، عن واقع مدينتهم الخدمي الذي لا يسرُّ مطلقاً، ولم يستطع مجلس المدينة بدوراته المتعاقبة منذ أكثر من عشرين عاماً، معالجته بالشكل الأمثل أو تحسينه بما يريح المواطنين من معاناتهم التي تراكمت مع مرور الزمن ، حتى أمست مثل كرة الثلج التي تكبر بالتدحرج عاماً بعد عام !.
فالشوارع المحفرة والأرصفة المكسرة ، وتراكم القمامة ، وشح الإنارة بشوارعها وطرقاتها العامة وخصوصاً البعيدة عن مركزها ، وانعدام المشاريع الخدمية المتنوعة ، وعدم إقرار اللجنة الوزارية التي وفدت للمدينة في 20 أيار 2017 مصفوفة مشاريع خدمية فيها لتحسين واقعها ، هي العناوين العريضة لحديث الناس في سلمية اليوم ، على مدار الساعة وبأي مكان أو منتدى أو اجتماع أو ندوة أو لقاء أو جلسة أصدقاء .
ففي الوقت الذي أُقرَّتْ ونُفِّذت وتُنفذ فيه العديدُ من المشاريع الخدمية بمناطق المحافظة الأخرى ، وبمليارات الليرات ، لم تخصص سلمية حتى اليوم سوى بـ 100 مليون ليرة كإعانة لمجلسها البلدي وبـ 200 مليون أخرى لتعبيد طرق منطقتها الصناعية !.
لهذا هي اليوم بحاجة ماسة لمشاريع خدمية وتنموية ، تقرها المحافظة والوزارات المعنية بعد دراسة احتياجات المنطقة دراسة ميدانية ، ليصار إلى تنفيذها ومتابعتها من الجهات المعنية مباشرة ، للنهوض بواقع هذه المدينة التي ليس لها من طابع المدن من حيث الخدمات العامة سوى الاسم فقط !.
وحبذا لو يُعقد فيها اجتماع خدمي عام وتدعى إليه فعالياتها الشعبية ، للبحث في واقعها الخدمي وأهم المشاريع المطلوبة ، لتحقيق تنمية شاملة فيها إذا ما نفذت وفق برامج مادية وزمنية محددة .
إن هذه المدينة بحاجة لرعاية خاصة واهتمام رسمي كبير ، لتلحق بأخواتها من مدن المحافظة ، التي سبقتها بمسافات طويلة من حيث الخدمات العامة ، وكي يشعر أهلها بأن هناك من يفكر بهم ويعمل على تقديم أهم الخدمات الضرورية لهم ، وعلى تحسين واقعهم الخدمي باستمرار.
وبالتأكيد هي ككل مدن المحافظة تستحق كل اهتمام وكل رعاية ، ومعالجة همومها المزمنة بما ينعكس عليها نمواً حقيقياً وازدهاراً ملموساً.
محمد خبازي