على ضفاف العاصي : الــمـهــم

احتفلي بما أنجزتِ، دوري حول ما صنعتْ أفكارُك يداك ولا تتخذي من المقارنة سبيلاً لحياتك .
كوني أنـت بنضج بصيرتك ، ولا تتركي للثبات مجالاً ليحتل ولو ركنـاً قصياً من أركان حياتك .
الحياة غيـر محصورة بجهة أو اسم أو هدف واحـد لهذا قررتُ أن أغير ما يسبق اسمي من ألقاب بلقب جديد لقب لم أختـبره من قبل لكن أظن التجربة حلوة كما كل التجارب التي تمر بنا ثم تمضي برائحتنا .
لم أُقـم حفلة عشاء، لم أدعُ أحداً للاحتفال بعيد المرأة، بل فكرتُ أن أنجز ماتراكم من تنضيد لوقائعَ ستقع وهـذا هو احتفالي فكلما نضدت واقعةً أصابتني حالة من السعادة.
السعادة هي: لحظة نشعر أننا الآن خلقنا لمجرد نجحنا بخطوة ثابتة، وقطفنا ثمرة تلك الخطوة، بمعنى آخر كـسعادة جندي نسي كل ما مـرّ به ومن فوق رأسه من قذائف العثمانيين وهو يرفعُ العلم في سراقب أو جسر الشعور.
هنا السعادة ليست شعوراً خارجي المظهر وصورةً تذكارية، بل روحاً ترقص فوق مسقط هويتها فتصب ماءها تعبيراً عن الانتماء، وتتحد كأنها ذرة بحبة تراب وتبلغ أشد نشوتها، أو كـسعادة كاتب حصل على جائزة محلية دون أن ينتظرها على سرير الموت فيشرئب حبره كأنه ولد قبل قصة أو قصيدة أو مقالة ذاتية ذات ملامح موضوعية .
المهم : في عيد المرأة بلغني أن نساء الحي تجمعن حول موقد السهر وبدأن بتقشير قضايا تخص الفرق بين الثرثرة المجانية والإنجازات الحقيقية على كافة الأصعدة، فاقترحتْ جدتي أن يكون الفعل دليلاً، والأخلاق صفة، وليس اللسان وكثرة السبل المحفوفة بتطورات خطيرة .
جدتي التي أخبرتكم عنها مرة بقصيدة بأنها ماتت قبل الحرب وكان من حسن حظها في المقبرة أن جارها شهيد. جدتي مازالت تلوح للنعناع البري أن يقوم إلى نهاراته.
المهم : بلغني أيضاً أن الشهداء يموتون وهم يبتسمون، أما الخونة يموتون على باب الحاويات العثمانية والأمريكية وسواها من حاويات، وأن داعش تتجول في رأس كل خائن للشمس .
المهم :في عيد المرأة اشتريت قبعة قش ونظارة شمسية كي لا تلفحني حرارة الطقس وأنا أُحضر نفسي للاحتفال بتدشين النافذة الواحدة في مدينتي رغم تضارب الأخبار بين رأيين.
رأي يقول: سنقص شريط بدء العمل بها، ورأي يقول : لا لا تحلموا قبل سنوات طويلة أن يبدأ العمل فيها فقد تم تأجيل افتتاحها والسبب لا يوجد ميزانية تكفي لإكمال ما يلزمها من حواسب وطاولات ووو، مع هذا اشتريت نظارة لعلنا نحتفل كونه /ما حدا أحسن من حدا/ ككل المسؤولين الذين يغضون الطرف حين تلتقيهم رغم أنك تفوقهم بكل شيء حتى بعدد ما تملك من أصدقاء على مواقع التواصل .
المهم : دائماً أفتح عـيني جيداً كي لا أدوس بقدمي على الـفـئران، إني أتعاطف مع الحيوانات، وأحزن على خفة عقلها .

نصرة ابراهيم

المزيد...
آخر الأخبار