منذ العام 2016 وحتى تاريخه، لم تبصر النورَ كليةُ الآداب والعلوم الإنسانية ، التي أقر إحداثها مجلس التعليم العالي بجامعة حماة وفي مدينة سلمية، الذي جاء بعد دراسة مستفيضة لطبيعة المدينة الثقافية ، وأهميتها الفكرية وشغف أبنائها بمختلف فئاتهم العمرية بالأدب عموماً والشعر خصوصاً، وميلهم لدراسة الآداب أكثر من بقية العلوم الإنسانية الأخرى ، أو الفروع العلمية المتعددة.
فقد ارتأى مجلس التعليم العالي بالقرار رقم 51 تاريخ 23 – 10 – 2016 ، الموافقة على إحداث كلية الآداب والعلوم الإنسانية الثانية بجامعة حماة في مدينة سلمية ، والمسجل بديوان جامعة حماة برقم 2296 / و تاريخ 10 – 11 – 2016 ، ولكن لم ينفذ هذا القرار لعدم وجود مكان مناسب ليكون كلية جامعية !.
وبالطبع هو عذر غير مقنع ، ففي المدينة عدة مدارس ليست ذات كثافة طلابية ، يمكن الإفادة من إحداها ككلية، ونقل طلابها إلى مدرسة أخرى وجعل دوامها نصفياً بكل بساطة.
وقد اقتُرحت آنذاك مدرسةُ الشهيد يوسف العظمة الخاصة – الحرس القومي سابقاً – لتكون مقراً لهذه الكلية الحلم ، فعدد طلابها قليل جداً قياساً إلى غيرها ، وموقعها مناسب تماماً، ومساحتها 1864 م 2 وتصلح لتكون كلية جامعية من كل النواحي.
كما اقترحت ثانويةُ الفنون النسوية ، وهي مدرسة حديثة العهد وتتوافر فيها كل الشروط المناسبة لإحداث كلية جامعية ، أسوة بكلية العلوم بمصياف.
ولكن هذا القرار طويَ ونُسيَتْ هذه الكلية لدى الجهات المعنية ، لكنها ظلَّت حلماً قابلاً للتحقق لدى أهالي المدينة ، الذين يطالبون اليوم مجلس التعليم العالي وجامعة حماة بإحيائه مجدداً لأنه عصيٌّ على النسيان في ذاكرتهم الجمعية ، ولأنه من الممكن أن يصير حقيقة إذا ما تم بناء كلية في الثانوية الزراعية الواسعة الشاسعة ، التي تضم اليوم كليتي الزراعة والهندسة المعمارية.
وبالتأكيد وجود كلية آداب ثانية بالقرب من ميدان الفروسية في مدينة حماة ، لا يلغي إحداث كليات آداب جديدة بأي منطقة من مناطق المحافظة التي فيها عدد كبير من الطلاب الراغبين بدراسة الآداب بكل فروعها، فزيادة الخير خير مادامت تفيد وتنفع وتحقق الجدوى منها .
وباعتقادنا الاستثمار بالتعليم وبشكل خاص العالي منه يحقق مراتب عليا في بناء النفوس والأوطان .
ومانأمله أن يُترجم قرار مجلس التعليم العالي سابق الذكر على أرض الواقع ، فهو لم يمت ولن يموت بالتقادم.
محمد أحمد خبازي