صوت الفداء : أصحاب قرار ..

إن إجراء انتخابات مجلس الشعب هو استحقاق دستوري كبير وتتويج لانتصارات الجيش العربي السوري واستمراره في دحر الإرهاب وتحرير كل شبر محتل ، وإرساء للحياة الديمقراطية وإصرار على إعادة الإعمار ومواجهة كل التحديات لتحقيق مصلحة المواطن والوطن.
إن الإقبال على الترشح للانتخابات هو واجب وطني وأخلاقي على من يجد في نفسه الكفاءة ويملك أفكاراً للتطوير ، إذ إن عضوية المجلس ليست منصباً أو امتيازاً ووجاهة ، بل هي بالدرجة الأولى مهمة وعمل ومسؤولية وأمانة كبيرة ، لتحقيق مطالب المواطنين والحفاظ على ثقتهم في تبني همومهم ، والمساهمة في تحسين الخدمات الأساسية والارتقاء إلى مستوى تضحيات الشهداء والجرحى ، والمواطن الذي صمد خلال فترة الأزمة رغم كل الظروف الصعبة .
إن عدم الترشح والاعتماد والاتكال على الآخرين تحت ذرائع مختلفة مثل عدم الجدوى في تحقيق المطالب أو أن هناك قوائم مسبقة أو الحديث بأنه هناك الأكفأ أو الأفضل ولا حاجة للترشح ، ما يترك المجال للبعض ممن لا يمتلكون المؤهلات والخبرة في الوصول إلى المجلس ، وهذا يمثل حالة غير صحيحة إذ إنه من المفروض خوض غمار المنافسة على أساس السمعة الطيبة والسلوك والعمل والكفاءة المهنية بجرأة ومسؤولية ، لأن الجميع شركاء في المعاناة ، وأيضا في إيجاد الحلول ومن يختار بالنهاية عضو مجلس الشعب هو المواطن الذي يجب أن يتحمل مسؤولية اختياره فعندما يكون الاختيار صحيحا وانطلاقاً من مقولة إن المقدمات الصحيحة تؤدي إلى نتائج صحيحة ومثمرة ، وما نسمعه عن القول إن عددا من أعضاء المجلس لم يقدموا أية خدمات أو مداخلات هامة ، وكان حضورهم شكلي يتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى من انتخبهم ومن منحهم الثقة .
وتكتسب أهمية هذا الاستحقاق الوطني الكبير أيضاً من كون مجلس الشعب هو سلطة تشريعية للقوانين في جميع المجالات التي تحقق مصلحة الشعب والوطن من خلال تعديل القوانين ومواكبتها للتطورات والمتغيرات أو إقرار قوانين جديدة .
كما أن المجلس يمارس الرقابة على عمل الحكومة في تنفيذها للقوانين التي يصدرها وله صلاحيات واسعة في محاسبتها.
أخيراً .. إن الترشح للانتخابات هو مسؤولية وواجب لكل من يمتلك المؤهلات المطلوبة والكفاءة المهنية والقدرة على التطوير والعطاء للارتقاء إلى مستوى تضحيات الجيش العربي السوري وصمود المواطن وعظمة الوطن .

* عبد اللطيف يونس 

المزيد...
آخر الأخبار