أقرت الحكومة مصفوفة من الإجراءات على مستوى الدولة، للوقاية من كورونا، انطلاقاً من واجبها بحماية المواطنين من انتشاره في حال وصوله إلينا، ونأمل ألّا يصل .
وهي بالتأكيد إجراءات احترازية وقائية، لن تتوانى الجهات العامة بتنفيذها، ولن تتأخر بتطبيقها، لما في ذلك من مصلحة عليا ، وحرص على حياة الناس كل الناس .
ولكن يجب ألّاَ ننسى أن القصد من هذه المصفوفة الحكومية ، هو تخفيف التجمعات والازدحام والكثافة البشرية في مؤسسات الدولة بمختلف أنواعها إلى الحدود الدنيا ، وقدر المستطاع ، ريثما تتلاشى إمكانية انتشار هذا الفيروس أو احتمالية ذلك ، درءاً لمخاطره ما أمكن ، استرشاداً بالقاعدة الصحية الوقائية العامة ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ).
وأنها – أي مصفوفة الإجراءات الحكومية – لا تغني عن مصفوفة إجراءات فردية ينبغي على كل منا تطبيقها، لنساعد الحكومة بتنفيذ إجراءاتها وتأديتها الغاية المنشودة منها ، وحماية أنفسنا من الكورونا الذي من غير المنطقي أن نتعامل معه باستهتار أو بالنكات والطرائف ، أو كونه مؤامرة إمبريالية !.
فمهما يكن من شأنه ينبغي لكل منا، زيادة الاهتمام بنظافته الشخصية ، وعدم الاختلاط بتجمعات سواء أكانت صغيرة أو كبيرة .
وأما في التعازي فيفضل عدم تقبيل ومصافحة أهل المتوفى ، والحرص على تقديم القهوة المُرة بفناجين بلاستيكية أو من الكرتون المقوى تستخدم لمرة واحدة فقط ، وإن كان الأمر غير مستحب ، فالإقلاع عن تقديم القهوة بالمَرة أفضل بكثير من تقديمها بالفناجين المعروفة ، التي تُدار على المعزين من دون غسل !.
ولعل عدم المكوث طويلاً في المبرات أو بيوت الشعر أو منزل المتوفى أو أي مكان تقام فيه التعزية ، من الإجراءات الفردية التي يجب الحرص عليها.
وأما بالتعاملات المالية ، فيجب الامتناع عن بلِّ الإصبع بالريق عند عدّ القطع النقدية الورقية ، وكذلك عند قبض الراتب من الصراف الآلي أو المعتمد ، أو عند الشراء ومحاسبة الباعة.
ومن المستحسن الامتناع عن عادة عناق و تقبيل المسؤولين، أو عند التقاء الأصدقاء ، على مدار الساعة، فهي بكل الأحوال عادة مذمومة ولاتعبر عن المحبة أو الشوق أو تقديرك للآخر !.
وبالطبع هذا ليس كل شيء ، إذ يمكن لأي منا أن يتخلص أو يخفف من ممارسات أو عادات فردية وجماعية خاطئة ، وخصوصاً في هذه الفترة الحرجة صحياً على المستوى العام.
محمد خبازي