النيات الطيبة وحدها لاتكفي للتصدي لفيروس كورونا ، وإقرار مجموعة من الإجراءات الوقائية لا يمنعه من الانتشار إذا لم تطبق بدقة وسرعة تسبقه!.
ولهذا لا بدَّ من ترجمة قرارات الحكومة الاحترازية الأخيرة على أرض الواقع ، ولا نعني هنا تعطيل المدارس والجامعات والمعاهد وتخفيض نسبة العاملين المداومين بالدوائر ، وتحديد الدوام بساعات قليلة ومن التاسعة صباحاً للثانية بعد الظهر ، فهذه من أوائل القرارات التي طبقت ، وإنما نعني إجراءات أخرى ينبغي للدوائر والمؤسسات والوحدات الإدارية اتخاذها ، لدعم إجراءات الحكومة سابقة الذكر ، ولتفعيل الوقاية حتى تكون ناجعة.
ومنها : ترحيل القمامة يومياً من ضاحية أبي الفداء والمشاعات بمدينة حماة ، ومن الأحياء البعيدة عن مراكز مدن المحافظة الأخرى ، التي لاترحل منها عادةً إلاَّ مرة بالأسبوع أو مرتين على أكثر تقدير .
إذ يجب الاهتمام أكثر من ذي قبل للبيئة ، والعمل قدر المستطاع على أن تكون سليمة من كل مصادر التلوث البيئي ومظاهره ، حتى لا تكون عاملاً مساعداً أو داعماً للكورونا – لاسمح الله – بما تسببه من أمراض واعتلال للبيئة والإنسان بشكل عام .
ولا بدَّ من حملات تعقيم للشوارع ودوائر الدولة ومؤسساتها ووسائط نقل موظفيها الجماعي ، بالترافق مع حملات النظافة العامة خارجها ، وفي المدن والقرى أيضاً التي تعاني وحداتها الإدارية من قلة عدد العمال والآليات والمعدات ، ولا تستطيع تنفيذ أي حملة أو ترحيل يومي للقمامة .
كما ينبغي لنقابة الصيادلة إلزام أعضائها ببيع الكمامات للمواطنين وكل أنواع المعقمات الصيدلانية بأسعارها النظامية .
ولمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، أن تلزم الباعة بقوة القانون ، بعدم رفع أسعار المنظفات والمعقمات المتنوعة التي اشتد – ويشتد – عليها الطلب هذه الأيام ، والتي عمد العديد من الباعة إلى رفع أسعارها ، مستغلين حاجة الناس لها ، وتطبيقاً للقول المأثور : ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) !.
وتشديد الرقابة التموينية على الأسواق أكثر من ذي قبل ، لضبط جموح أسعار المواد الغذائية التي بدأ العديد من المواطنين بشرائها بكميات كبيرة وتخزينها ، لاعتقادهم أنها ضرورية للحجر الصحي الذي يلتزمون به في بيوتهم .
وبالطبع ، يجب علينا كمواطنين الحذر واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة للتصدي للكورونا ، ولكن بعقل وروية وهدوء ، وليس بالهلع أو الذعر أو التهافت على شراء المواد الغذائية الضرورية وغير الضرورية وبكميات كبيرة لتخزينها بالمنازل ، ما يُحدث أزمة غلاء فاحش أشد من أزمتنا المستمرة.
باختصار شديد ، يجب أن نكون مؤسسات وبلديات ومواطنين يداً واحدة ، للتصدي للكورونا ، وأن يؤدي كلٌّ منا دوره فقط ، لا دوره ودور غيره.
محمد خبازي