ألفت عامة الناس – في مختلف بقاع الأرض – شهر آذار وعهدته شهر الخير والأعياد والمناسبات والتبريكات وتبادل الهدايا وصناعة الحلوى والأطعمة الخاصة بمناسبات خاصة أيضاً.
بدءاً من عيد المرأة العالمي المصادف في الثامن منه وللعامل وأيضاً في الحادي عشر منه يوم الأبجدية، وفي العشرين عيد الشعانين كما يصادف في الواحد والعشرين منه عيد الأم، وأيضاً عيد الشعر أو اليوم العالمي للشعر وكذلك في ذات اليوم عيد الربيع أو عيد ( النيروز) بدء دورة حياة جديدة في الطبيعة ..
وفي الثاني والعشرين كذلك اليوم العالمي للطفل إضافة إلى أعياد ومناسبات دينية أخرى كثيرة مثل : خميس الأسرار وعيد البشارة والجمعة العظيمة وعيد الفصح ..الخ
ومن الأعياد التي نعيشها اليوم الخميس المصادف في التاسع عشر منه هو عيد المعلم ..
لن أدخل في التوصيف الإنشائي التعبيري لهذه الشخصية الكونية الهامة فقد خطت الأبحاث والدراسات والمجلدات فيها , ولن أتحدث عن دوره المجتمعي وما قام به تاريخيا ولا عن أهميته أو أهمية إعداد المعلم الناجح باعتباره ملح هذه الأرض فإن فسد الملح فلا حافظ لأي الموجودات وإن صلح أمنّا مستقبل الأرض ومن عليها
( المعلم ) ما أعظم هذه الكلمة وما أبهاها فكيف لا وقد اختصها الله جلّ جلاله لنفسه فكان معلم الخلق والخليقة كلّها , ولأهمية ولعظمة ومكانة العلم خصّ الإنسان دون غيره من المخلوقات وفضّله حتى على الملائكة لا بل ونصبه عليهم معلماً، ( وعلّم آدم الأسماء كلّها ) ومن ثم بدأت تتعدد وتتعزز هذه الميزة الاستثناء بتعدد الرسل والأنبياء فكانوا حملة رسالة مارسوا من خلالها هذه المهنة التعليمية لأبناء المكان فكان النبيّ ..الرسول معلماً
ومن أهم من أطلق عليه أيضاً هذا اللقب الــ ( المعلّم ) هو السيد المسيح عليه السلام لأنه كان يعلّم الناس الذين تنبّهوا إلى أنه لا يعلم كالكتبة، بل وكان له سلطان ودُعي بهذا اللقب 12 مرة في إنجيل مرقص ، وحفلت السيرة النبوية لسيدنا محمد صلوات الله عليه بالكثير من المواقف والسلوكيات التي تؤكد أنه كان المعلّم بحق وثمة الكثير من الآيات القرآنية التي تؤكد على أهمية العلم ونشره والتعلّم : وقل ربِّ زدني علماً – طه114 هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكّر أولو الألباب – الزمر9
والأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية العلم ونشره وأهمية التعلّم : ( إنما بعثت معلّماً ) ( خيركم مع تعلّم وعلّم )، وثمة أدباء وفلاسفة وعباقرة خلّدهم التاريخ فكان بحق يليق بم لقب المعلم من أهمهم الفيلسوف والمفكر اليوناني الكبير (أرسطو طاليس) الذي لقّب بالمعلّم الأول ومن لقّب بالمعلم الثاني هو الفيلسوف الكبير (الفارابي) وأسهب الفلاسفة والحكماء والشعراء في توصيف العلم والمعلّم والجهل والجاهل وحثت كل الديانات والفلسفات والقوانين الوضعية والإلهية إلى محاربة الجهل وطلب العلم ونشره.
هي بطاقة حب ومعايدة مغايرة أردت توجيهها لكل المعلمين لا سيما الأوفياء لرسالتهم .
عباس حيروقة