ليس بالضرورة أن تكون ضحايا كورونا ملقّحة بالشوارع ، حتى تتخذ الحكومة إجراءات عالية المستوى من الاستنفار لضبط استهتار العديد من المواطنين بكل وسائل الحيطة والحذر ، وتخفيف التجمهر والحد من التجمعات البشرية في مؤسسات الدولة وبالشوارع والمطاعم والحدائق وووووو ، فعندها – لا سمح الله – لن تنفع أية إجراءات وقائية، ولن تجدي أية احتياطات احترازية ، فبعد وقوع الفأس بالرأس لاشيء نافعٌ !.
وباعتقادنا، لقد اتخذت الحكومة كل ما يمكنها اتخاذه لحماية المواطنين من كورونا ، ولم يعد أمامها من خيار سوى منع التجول منعاً شديداً وحاسماً ليستجيب المستهترون لتوجيهاتها وتعليماتها وإجراءاتها، التي بلغت يوم الثلاثاء ذروتها ، ويلتزموا ببيوتهم ليحموا أنفسهم وأسرهم من أية إصابة محتملة بالفيروس .
فحتى اليوم ، ورغم رفع الحكومة درجات جهوزيتها الوقائية لأعلى عتبة، لما يزل العديد منا يأخذ الأمر على محمل المزاح والتنكيت ، وكأنه لم يرَ ولم يسمع عن آلاف الضحايا بالعديد من دول العالم وبعضها مجاورة لبلدنا ، التي قتلها – ويقتلها – هذا الفيروس اللئيم .
ياناس : لقد أصبح هذا الفيروس على حدودنا ، ونحن كمواطنين – لا حكومة ومؤسسات دولة – نتعامل مع خطره المحتمل بنوع عجيب غريب من الهزل والسخرية والاستهتار ، وكأننا غير مصدقين لما فعل بالعالم، ولما أزهق من أرواح ودمر من اقتصادات !.
بل يبدو الكثيرون منا وكأنهم ينتظرونه ليتأكدوا أنه قاتل وله آثار مدمرة على كل الصعد ، ولربما يعتقدون أن على رأسنا ريشة وأننا قادرون على مجابهته إذا حلَّ بربوعنا لا قدَّرَ الله غير كل شعوب الأرض ودول العالم التي حلَّ بها !.
بالطبع نحن هنا لا ندعو للخوف والهلع من هذا الفيروس ، بل للتعامل مع إجراءات الحكومة الاحترازية بجدية وفاعلية ، وبحرص شديد على حياتنا وحياة أبنائنا وأهلنا .