في أذار القادم سنحتفل بعيد المعلم عن عامين ونزين الصفوف بالأعلام وأشرطة الزينة أيضا سنحتفل
بعيد الأم ونجهز /الكعك والتبولة والبطاطا المقلية /
بعد الكورونا سنسلم على بعضنا وبيننا مسافة قريبة
كحقل لوز بعيدة كفيروس .
بعد الكورونا سنمتنع عن التقبيل على الخدود ونكتفي بتلويحه من اليد أو العين
سنغسل أكفنا من النفاق بدل العشر مرات عشرين مرة في النهار .
سنستخدم الصابون المحلي الذي ثبتت فاعليته أكثر من كل انواع الصابون المستورد لننظف رؤوسنا من قمل الخداع .
سنتعلم كيف نتابع دروسنا عبر شبكة النت ونقلل من الاتكالية على الدروس الخصوصية
قد ننجز أعمالنا عن بعد ونخفف من زحمة التسوق بسبب وبلا سبب .
في العام القادم لن نشتري أسلحة فتاكة في الأعياد أو نذهب إلى نشاط أدبي لا فائدة معنوية ترجى منه كون المشارك ضرب عرض الحائط كل بحور الخليل واخترع لنفسه البحر والنحو والصرف وصرخ
(أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي) وسب وشتم كل من يحاول التشكيك بموهبته الهرمة .
لن نثق بالطيور التي تغني على نافذتنا فغناؤها كذبة كبيرة تحمل فيروس تمسيح الجوخ كما يقول المثل المحلي ( حكوجي لكن كذاب ).
بعد الكورونا نكون قد تعلمنا كيف نشفي الطرقات من أكوام القمامة وكيف نرمي الأكياس في الحاويات في الوقت المحدد وكيف ننظف مكاتبنا كل صباح دون أن ننتظر الموظف المختص بذلك .
بعد الكورونا أيها السادة لابد ان نتجاوز مغافلة الآخر
لأن المرآة تلمع دون أي خدش والاستشعار عن بعد يعمل دون توقف .
في العام القادم ثمة صيصان ستكبر وتصير ديوك لكننا نعرفها من (الحوصلة )
وثمة أطفال في العالم ينتظرون برامج تحاكي أعمارهم وأحلامهم وواقعهم أطفال يكتبون رسائل إلى الله : كيف نلعب ونحيا خارج دواجن الكبار .
في العام القادم سيهبط ضغط العدو من معدلات انحسار الموت بفعل خبثه
في العام القادم وما بعد الكورونا سنجلس على قمة جبل
جبل قاسيون أو الشيخ أو صلنفة أو صافيتا أو الزاوية
أو المشهد العالي ونلتقط صورا واضحة وضوح الماء
ونكتب تحتها نحن السوريون :
انتصرنا على فيروس الحرب وتصدرنا قائمة الضياء .
▪ نصرة ابراهيم