نبض الناس : مكافحة كورونا من نوع آخر !

اتخذت الحكومة كل ما بوسعها من إجراءات احترازية ، للتصدي لفيروس كورونا ، حمايةً للمواطنين من خطره المحتمل، ولتطويق آثاره الكارثية إذا ما تفشى ببلدنا لاسمح الله . وهي الإجراءات اللازمة والضرورية بمثل هذه الحالة ، التي تتبعها عادةً دولُ العالم ، عندما يغزوها وباءٌ ويهدد مجتمعاتها خطرٌ داهمٌ قد يحصد أرواح الناس حصداً. وقد تُفلحُ بمواجهته إذا ما التزم مواطنوها بتوجيهاتها لتفادي الكارثة ، وثمَّة دولٌ نجحت بوعي مواطنيها والتزامهم ، وأخرى نُكِبتْ وحلَّ فيها الخراب على كل الصعد وبشتى المجالات ، لاستهتار مواطنيها وعدم استجابتهم لإرشاداتها وتعليماتها وتوجيهاتها رغم رفعها درجة الإجراءات والتأهب للون البرتقالي ولربما في الأيام القادمة ترفعه الدول المنكوبة كإيطاليا مثلاً للون الأحمر ، وعندها تكون بلغت أعلى مستوى من الخطورة الصحية والبيئية !. وفي مثل ظروفنا ، من الضروري التزام المواطنين بتوجيهات الحكومة الاحترازية التي عنوانها العريض التخفيف من التجمهر بكل أشكاله ، ومن الأهمية القصوى ركونهم ببيوتهم ريثما تنتهي هذه الأزمة العامة، حرصاً على حياتهم وأطفالهم من أي مكروه ، مهما تكن مستلزمات ذلك الركون مفقودة أو شحيحة وخصوصاً الكهرباء ! . وباعتقادنا ، لو كان الأمرُ مزحةً لما عطَّلت الحكومةُ كل مرافق الحياة وقطاعاتها بالبلد ، ولما اتخذت هذه الإجراءات الصارمة !. وبالطبع ، التزامنا كمواطنين بتوجيهاتها وإجراءاتها ، ضروري بهذه المرحلة المهمة والخطيرة من إمكانية ظهور الفيروس وانتشاره. ولكن ، نأمل كمواطنين من حكومتنا الرشيدة اتخاذ إجراءات سريعة لمكافحة العديد من التجار والباعة ، الذين استغلوا هذه الحال لرفع أسعار معظم المواد الغذائية الضرورية لحياة الناس اليومية ، وجني الأرباح الفاحشة، والإفادة من هذه الظروف الاستثنائية بنهب مقدرات البلاد والعباد . فهؤلاء بسلوكهم هذا كورونا من نوع آخر ، ومكافحتها ضرورة قصوى أيضاً .

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار