سيختلف ماكنتَ تكتبه طيلة أزمتك السابقة عما ستكتبه
بعد هذه الأزمة التي طالت كوكبك .
لا أقولُ لك اكتبْ قصة ،أو قصيدة بعنوان :إيطاليا يا حبيبتي، أو الصين ياوجع الإنسان ، أو ليبيا يا صرخة الحزن
المنسية .
من تلقاء عينيك سترى أكثر مما كنت تراه سابقا كونك كنت ضيق الرسالة واسع الذاتية .
مثلك أنا بحر الصين كان خارج دائرة فكرتي لم أكن أُتعب أبجديتي بالغوص في سماء سويسرا لم أنوِ مرة أن أتخيل سمك المغرب و عاداته في السباحة .
أصابني فايروس تأنيب الشعر ماذا كتبت ؟ما الرسالة التي دونتها لسكان الأرض ؟
ما الإرث الفكري الذي سأتركه محفورا على باب الحياة!!
تعجبتُ من نفسي كيف أضعت كل ذاك الحبر ، والظرف مازال فارغا من الرسالة .
حجرت نفسي ،وامتنعت عن تلقي كل اتصال ،أو قراءة أي كتاب لا يحمل بين دفتيه قارورة عطر يتعطر بها العالم على امتداد الكوكب كما أني استمعت جيداً لفيروز رغم إدماني الدائم على أغانيها اكتشفت هذه المرة كم تحمل تلك الأغاني بكلماتها وموسيقاها من روح قل توءمها /خليك بالبيت / الإبداع ما يتعاطاه الإنسان في كل حين في كل ظرف في السلم والحرب في الشفاء والمرض خليك بالبيت وكم كنت أتابع ذاك البرنامج الذي قدم لنا معظم المبدعين العرب .
/خليك بالبيت الله يخليك /كم استمعت لتلك الأغنية أنا وسواي وعشنا ما تقوله تلك الموسيقا .
خليك بالبيت حفاظا على صحتك وصحة من تحب حفاظا على روحك من مغادرة جنة القلب .
حجرت نفسي وفكرت كثيرا غربا شرقا بحرا برا
مارست هواياتي التي كدت أنساها /القراءة /زراعة الورد/ الطبخ / برفقة صوت فيروز .
وقفت على الجسر الممتد بيني وبين السماء فسمعت أيضا صوت فيروز / القمر بيضوي ع الناس والناس بيتقاتلوا /
حجرت نفسي بين عشب الربيع ومددت عنقي نحو سهول السماء ،السماء قريبة جداً كالأرض .
الكاتبة نصرة ابراهيم