كُتبَ الكثير ، والكثير جدّاً عن هذا الوباء الذي حلّ بكرتنا الارضية، بعالمنا الصغير والذي أمسى قرية صغيرة في ظل وسائل التواصل الحديثة، نعم كّتبت المقالات والزوايا والتحليلات والأخبار والرسائل التوجيهية والتوعوية.،العالم استنفر بكل ما يملك من تقنيات لمواجهة هذا الفيروس الفتاك، وما اكتبه لن ياتي بجديد ولن يكون العصا السحريّة التي تُنقذ البشريّة من براثن ( الكورونا) ؟!
في هذا المقام أستميح الروائي العالمي غابرييل غارثيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل للآداب، أستميحه عذراً باستعارة عنوان روايته المشهورة (الحب في زمن الكوليرا) عنواناً لهذه الزاوية مع تغيير الوباء ليصبح (الحب في زمن الكورونا)
هذا الوباء الذي اجتاح العالم بدوله ، صغيرةً كانت أم كبيرة ، وبلا رحمة حاصداً ارواح عشرات الآف البشر، العلماء والخبراء دخلوا في سباق مع الزمن لايجاد عقار لعلاج لهذا الفيروس …
كل الحكومات سارعت لاخذ إجراءات للتعامل مع هذا الفيروس، ومنها حكومة بلادي ( كما يقول الجعفري)
هذه الإجراءات جاءت سريعة وحاسمة في الزمان والمكان فطوقت انتشار الفيروس إلى حد كبير .
المواطنون انقسموا إلى قسمين في تقبل هذه الإجراءات – وهي تصب في مصلحة الجميع- القسم الاول وهم قلّة أخذوا الموضوع بسخرية ولا مبالاة وكان التهديد الخطير لهذا الوباء لا يعنيهم فراحوا يخرقون التعليمات وإهمال انفسهم معرضين الجميع للخطر فكان لا بد من تشديد الإجراءات وفرض حظر التجول الجزئي من السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً، هذا الإجراء مع غيره من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الغاية منها حماية المجتمع ومنع انتشار الفيروس وبالتالي تحصين ابناء الوطن وحمايتهم وتجاوز هذه الحالة التي اجتاحت العالم والمطلوب تفهم وتعاون الجميع لتفادي هذا الخطر الداهم بكل يسر وسهولة.
اما القسم الثاني وهو الاكثرية تفهم الواقع الجديد ،وتعاون مع القرارات الحكومية، وطبق التعليمات والتزم المنازل ؛ وهم اكثر ثقة بان محبتهم لوطنهم وناسهم يدفعهم للإنضباط والإلتزام الطوعي ، فمهما اشتدت الخطوب وتتالت المحن ،لا يمكن ان تنال من وطن مسيج بالمقل واهداب العيون، إن محبتنا لبعضنا البعض وإيماننا المطلق بقدرتنا علي تجاوز هذا الوباء من خلال العمل المخلص والتفاؤل الذي يسيج قلوبنا يجعلنا اكثر قدرة على تخطي هذه الحالة العابرة في حياتنا، بالامل، بالعمل، بالتفاؤل، بالتكافل نستطيع ان نعمق جذورنا في هذه الارض الطيبة، الارض التي انبتت الحضارة والقيم ونشرت قيم الحب والتسامح في كافة اصقاع الدنيا، هي نفسها الارض التي ستهزم كورونا كما هزمت الإرهاب والفكر الظلامي الاسود، ستهزمه بالإيمان والصدق والحب والعمل والامل، فلا هزيمة مع الإرادة ولا تراجع مع الإيمان والثقة بمؤسساتنا الحكومية التي استنفرت بكل طاقاتها وإمكانياتها للحفاظ على حياة المواطنين وتحصينهم وتعزيز الثقة بانفسهم وبدولتهم التي تعمل جاهدة لتجاوز هذه الازمة، وهي ماضية بثقة مطلقة، ما دام الحب يسيج الأفئدة ويرسم لنا دروب العزّة والإنتصار.
حبيب الإبراهيم