ليس هناك أسوأ من الذين يستغلون الظروف المؤلمة والحروب والأزمات ليجمعوا ثروات على حساب آلام الآخرين وتعاستهم، ولايهمهم من يجوع ولا من يبرد ،هؤلاء مجردون من الإنسانية ،بل هم أشد وحشية من الوحوش والضباع التي تنهش جسد فريستها وهي حية ،واليوم في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها جميعا والتي فرضها فيروس الكورونا الذي يتصدر أفكار اليقظة وأحلام وكوابيس النوم ،تبرز عصبة جديدة من فراعنة الكورونا التي أخذت تحلب العباد حلبا غير آبهة برقابة حكومية ولا رقابة ضمير على مبدأ (يافرعون مين فرعنك….) هؤلاء هم ذاتهم الذين استغلوا ظروف الحرب الكونية على بلادنا وراكموا ثروات طارئة على حساب
الناس في كل مكان.
فتجار الكورونا يتكيفون وفق ظروف الأزمات وأشكالها وأنواعها وتبايناتها واختلاف درجاتهاويستغلونها بلا رحمة بالتكسب من ورائهابأية طريقة و ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. مرتزقة يتسترون بكل شكل حتى يدخلون على خط الأزمة ليزيدوا النار حطبا.
من يراقب حركة الأسعار يلاحظ أنها تضاعفت خلال فترة عشرة أيام فقط ، ومقولة إن الكورونا ساوت بين الناس جميعا ليست صحيحة فهناك الكثيرين ممن ازدادت معاناتهم في تأمين لقمة العيش إضافة الى الخوف من الكورونا ، بينما فتحت أبواب جديدة للمستغلين وأصحاب النفوس الضعيفة ليبرهنوا عن مدى قبحهم وانحطاط أخلاقهم، والأسوأ من كل ذلك أن يستغل من هو مكلف بالرقابة وتيسير أمور الناس في هذه الظروف..
وفي النهاية أود أن أقول إن الشعب السوري جبار وقادر على تجاوز كل المحن ولديه من القدرة على الجلد والتحمل مالاتتحمله الجبال ، وليس هناك أقدر على تحمل المصاعب من أبناء العز والكبرياء،سنتغلب على الكورونا بوعينا والتزامنا الطوعي في منازلنا
فيصل المحمد