قادرون على الفرح و التحدي

كتب امين التحرير عهد رستم : على الرغم من سنوات الحرب القاسية و ظهور جائحة كورونا و الحجر المنزلي تبقى ذكرى يوم السابع عشر من نيسان عام 1946 ذكر للنصر و الفرح و التحدي انه يوم الجلاء العظيم يوم خروج آخر جندي فرنسي من أرض سورية الحبيبة بعد احتلال دام لأكثر من ربع قرن .
فمنذ 74 عاما و في مثل هذا اليوم تمكن الشعب العربي السوري من أن يطرد المحتل الفرنسي و يجبره على الرضوخ لإرادته و يخروجه من سورية مهزوما ذليلا لقد نال شعبنا البطل النصر بعد مسيرة نضال طويلة و تضحيات عظيمة بدأت عام 1925 بأطلاق الثورة السورية الكبرى من جبل العرب على يد المناضل الكبير سلطان باشا الأطرش ضد المحتل الفرنسي تلك الثورة امتدت على كامل جغرافية الوطن و لقنت الجيش الفرنسي دروسا في التضحية و الفداء و في عام 1927 بدأ الكفاح السياسي ضد كافة أشكال و ممارسات الاحتلال و حلفائه و لم يكن ذلك الكفاح أقل بأسا و عزيمة من العمل العسكري فكان المحتل يجد نفسه مع مرور الزمن في مأزق و وضع سيء مما دفعه لتجنيد أعداد كبيرة من الفرنسيين و زج بهم لخدمة مشروعه الخاسر .
و في عام 1928 تشكلت الجمعية التأسيسية وبدأت أولى جلساتها برئاسة هاشم الأتاسي، حيث اقترحت الدستور الذي صاغته لجنة يرأسها المناضل إبراهيم هنانو، وتألف الدستور من 115 مادة، أبرزها مادة اعتبرت سوريا دولة واحدة غير قابلة للتجزئة وأن يكون الحكم فيها جمهوريا برلماني .
رفضت فرنسا بنود الدستور، وساومت على إلغائها فرفضت الجمعية التأسيسية إلغاء أي منها مما دفع بسلطات الاحتلال إلى تعطيل الجمعية، وفي 1930 أجرت فرنسا محاولة ثانية للوصول إلى تسوية مع القوى الوطنية السورية بالاعلان عن دستور جديد يتألف من نفس مواد الدستور القديم مضافا إليه مادة تقضي بوقف تنفيذ المواد التي تمس صلاحيات الانتداب ما أدى إلى انتفاض الشعب مجددا وعمت المظاهرات والإضرابات مختلف أنحاء البلاد .
و توالت الأحداث صعودا و هبوطا و بدأت الحرب العالمية الثانية و وعدت فرنسا الشعب السوري بالاستقلال عند نهايتها و لكنها لم تنفذ وعدها و حاولت فرنسا أن تعيد سيطرتها الاستعمارية على سورية فاندلعت الاضطرابات في كافة أنحاء البلاد وواجهت فرنسا الاحتجاجات بقوة مفرطة مرتكبة مجازر ضد المدنيين و في نهاية المطاف ما كان أمام فرنسا سوى الانسحاب في 17 نيسان 1946 .
هذه هي سورية البطلة التي صنعت التاريخ بأيدي أبنائها الشرفاء و هي اليوم تتحدى و تتصدى للحرب الكونية الظالمة عليها و تحقق الانتصارات ضد كل أشكال العدوان و قوى الظلام و التخلف .

المزيد...
آخر الأخبار