فرضت احتمالية انتشار فيروس كورونا ببلدنا ، تطبيق إجراءات احترازية صعبة على كل المستويات لوقاية المواطنين منه، وحمايتهم من أخطاره وأضراره ، لم تكن بحسبان الناس ولم يتوقعوا في يوم من الأيام اتخاذها ، وأن تلزمهم بيوتهم بهذا الشكل . وسواء تذمر المواطنون من تلك الإجراءات أم لم يتذمروا ، تراهم يطبقونها أو بالأحرى الأغلبية العظمى منهم تطبقها ، كي يبعدوا شبح الفيروس عنهم وعن أسرهم، وهذا أمر جيد بالتأكيد. وفي هذه الظروف الاستثنائية الصعبة ، ثمَّة موظفون وعمال بمواقع إدارية و إنتاجية، تتطلب طبيعة أعمالهم الاستمرار بالدوام الرسمي، لتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين ، وكي لا تصاب قطاعاتها الخدمية و الإنتاجية بالشلل ، فتتعطل شؤون البلاد والعباد. ومن هؤلاء الكوادر الطبية والتمريضية ، وعمال المخابز والتنظيفات والإطفاء والمصارف ، والبلديات ، ورجال الإعلام ، و السورية للتجارة وحماية المستهلك ، وقوى الأمن الداخلي و.. و.. و.. و ، الذين يعملون على مدار الساعة وحتى بأيام العطل الرسمية ، ولايتوانون عن أداء واجب ولايتأخرون عن تقديم خدمة لمراجعي الدوائر الحكومية التي لم تغلق أبوابها أبداً ، وفي ميادين الإنتاج التي لم تتوقف عجلة العمل فيها عن الدوران والعطاء . ومنهم من يعمل من دون أي وسيلة من وسائل الحماية الذاتية والوقاية الشخصية من الفيروس ، ومنهم من يعاني الأمرين بتنقله من بيته إلى مكان عمله وبالعكس وخصوصاً إذا كان من الأرياف ، ومنهم من يفتقد الشروط الصحية الأولية بمكان عمله ، للتأخر بإجراءات التعقيم والتنظيف التي يفترض أن تكون يومية !. ومع ذلك ورغم كل هذه المعاناة ، يعملون وينجزون ويعطون ، لتستمر الحياة بعطائهم. فإلى هؤلاء جميعاً ، ولكل من يعمل وينتج ويساعد الناس مهما يكن نوع المساعدة وحجمها ، ألف تحية تقدير وألف طاقة زهر. وحبذا لو تنظر الجهات المسؤولة في مكافأتهم أسوة بمن خُصصت لهم 100 مليون ليرة مؤخراً ، فكل عامل وموظف يستحق المكافأة.
محمد أحمد خبازي