لهاية الراعي تشبه الأسعار من يقترب من عشها تطير أمامه لبضعة أمتار كي توهمه بالركض خلفها فيترك الراعي قطيعه ويركض خلفها فتلهييه عن عشها أولاً، وتنزل هي لتختبئ بين السنابل ما إن يقترب منها متوهماً الإمساك بها حتى تعود وتطير من جديد وهو يركض خلفها ذاك الراعي لايشبه سوى المواطن الذي يلهث خلف الأسعار محاولا الإمساك بها فتطير مبتعدة عن عشها الأساسي .
لهاية الراعي لها ريش يشبه ورق الأشجار لذلك تنام على الشجر فلا تراها وتظن بأنها غصن وتنشط ليلاً باصطياد الفراشات الليلية كذلك الأسعار تنشط في الليل لتفاجئك في النهار بحلة جديدة .
يتكاثر وجودها في كل مناطق سوريا دون استثناء
يبيض على التراب عيناه كبيرتان وفمه صغير لا يطير كثيراً بسبب كبر حجمه وهكذا الأسعار كرشها كبير لكنها تقفز قفزات مخيفة تلهيك عن التفكير بقضيتك الأساسية .
وكثيرا ما تأخذك إلى حفرة تقع فيها فلا تستطيع الخروج منها إلا بمعجزة فتقضي وقتك بمتابعة سلسلة مسلسلات تتحدث عن عالم غير عالمك بيوت وسيارات وأزياء وسهرات وقضايا لا تعنيك بتاتا وأنت الجالس في حفرة
لا يطاوعك رأسك على البقاء فيها وبالمقابل لا شيء خارجها يغريك بمغادرتها ولا بديل في سجل خياراتك تلجأ إليه .
تصوم حتى عن الكلام كي لا تصاب بالعدوى وتطلق منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي تطلب فيها مراقبة فايروس الغلاء وتأتيك الاعجابات والتعليقات التي لا تقدم ولا تؤخر بشي كما يقول المثل/ أذن من طين وأذن من عجين / كلامك عبارة عن حبر على النت لا أكثر .
تقرر أن تقيم صلاة شفاء من التفكير وأنت في حفرتك تتعوذ وتبسمل .
أتظن أن السماء فتحت نافذتها وتستقبل دعاءك الآن .
منحوس أنت منحوس مذ كنتَ تركض خلف لهاية الراعي وتتوهم أن منقاره صغير فبادرك بنقرة في لسانك الفصيح الذي كان من الكلمة يصيح .
تقرر أن تفرمت عقلك من كل ماعلق به من أفكار وقضايا وقصص واستنتاجات واستنباط ومجاملات تقرر التقشف ومقاطعة الحياة.
تنظر صوب الشرق تشاهدُ لهاية الراعي فجأة تجد نفسك خارج الحفرة عـدّتَ تركضُ خلفها وبيدك منديلٌ أبيض .
نصرة ابراهيم