مع بداية شهر رمضان المبارك اشتعلت أسواقنا المحلية، واضطرمت فيها أسعار الخضروات الضرورية للمائدة الرمضانية اضطراماً مريعاً ، زاد في شقاء الناس ، ورفع نسبة معاناتهم المعيشية إلى معدلات لا يمكن قياسها ولا احتمال منعكساتها السلبية على حياتهم اليومية !.
نقول أسعار الخضروات ، ولم نأتِ على ذكر الفاكهة ولا اللحوم الحمراء والبيضاء ولا الحلويات ، لأنها أمست من المحظورات على المواطن المنتوف ، ومن الكماليات التي يصعب عليه امتلاكها أو الدنو منها !.
ومن تبديات ذلك الاضطرام السعري ، تجاوز سعر كيلو البندورة يوم أمس بأسواق حماة سقف الألف ليرة إلى الـ 1200 ، و بلوغ ربطة البقدونس الواحدة عتبة الـ 150 ليرة، وعلى ذلك يمكنكم قياس البطاطا والخيار والنعنع والبقلة وحتى الفجل !.
فيما ذكرت آخر نشرة تموينية أن سعر كيلو البندورة للمستهلك 750 ليرة للصنف الأول ، وربطة النباتات الورقية 90 ليرة للبقدونس و40 ليرة للنعنع !.
وبالطبع حال المواطن اليوم أشبه بالغريق الذي يصارع الأمواج العاتية لبلوغ شاطئ الأمان ، وهو لمَّا يزل بعرض البحر ، وليس بحوزته طوق نجاة أو زورق ، وتسمعه وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك يصيح : ( إني أغرق أغرق أغرق ) ولا ترد عليه أو تمد له حبل نجاة !.
إن جشع العديد من التجار والباعة – ولانقول الجميع – لم يترك للمواطن متنفساً يتنفس منه ولو كان خرم إبرة، فكيف سيتدبر أموره طيلة هذا الشهر الفضيل إذا كانت بدايته هذه الهبة السعرية النارية ؟.
محمد أحمد خبازي