في خطوة جريئة وهامة وحيوية وإيمانا منها بدور الثقافة والمثقف لا سيما في المراحل الاستثنائية مديرية في حماة قامت مؤخرا ومن على موقعها الالكتروني بطرح محاور وقضايا للنقاش طالبة من المثقفين السوريين وأصدقاء المديرية المشاركة والتشارك في النقاش والآراء وطرح ما من شانه اغناء الموضوعات
وكانت أولى قضايا الرأي والحوار تلك التي تتعلق بدور المثقف في الأزمات والبحث عن الحلول
ورأت ثقافة حماة أن للمثقف
ريادة اجتماعية فكرية سامية يمكن للمثقف أن يجذر الحلول وينميها..
وتساءلت قائلة : باعتبار المثقف أكثر عرضة من غيره للضغوطات والأزمات فهل يتبنى الانفعالية أم يشارك في البحث عن مخارج ؟
وما يمكنني قوله في هذا المجال باعتباري من المتابعين والمعنيين بالشأن الثقافي هو التالي :
لا شك أن لثقافة لها مالها من أدوار في تنمية الملكات العقلية والطاقات الروحية والنفسية والارتقاء بالحس والذوق العام والقدرة على النهوض بالمجتمع والمحافظة على خصوصيته وتمايزه وبناء أو تعزيز بناء الإنسان الحرّ المتطلع لعالم أكثر عدلاً وجمالاً وأقل قبحاً وخراباً ودماراً.
ومن المفروض أن يكون للمثقف الدور الهام لا بل الأهم في التأسيس لمنظومة مجتمعية تنتصر دائما للخير وللمحبة وللجمال و العمل على استنهاض القوى الحية لدى أفراد المجتمع وتوجيهها في خدمة وتطوير ونهضة الوطن ولكن هذا الدور قد تراجع أو قد أصابه الوهن نتيجة تهميش المثقف العضوي النقدي الفعال على حساب دعم توجهات واتجاهات أخرى ( الرياضة _ الفن _ والفن هنا لا من حيث قيمة جمالية راقية بل من حيث فن هابط شوه الذائقة الجمعية _ ) الخ
الثقافة ..المثقف ..الفكر ..النقد ..كل هذا يحتاج إلى دعم ..إلى وسط نظيف نقي .. والاهم إلى الحرية حتى يتاح الإشارة بالبنان وبالفم الملآن إلى مواضع الخلل والعمل على نقده وأيضا الإشارة إلى الروافع القيمية الجمالية والعمل على تعزيزها و تطويرها للتأسيس والبناء عليها بهدف تحصين المجتمع ..الوطن والحيلولة دون زعزعة بنيانه أمام أول صرخة قبح وكفر وافدة من الخارج ..من خارج المنظومة التي تربى ونشأ عليها منذ آلاف آلاف السنين ..
نعم لابد من أن يكون للمثقف .. الدور الأهم في ترميم ما هدمته الثقافة المغايرة ثقافة (الموت ..الطائفية ..التكفير ..الخ) وإعادة تعزيز ثقافة الانتماء للوطن الطافح بالقمح وبنور الحضارة ..بماء الحياة ..
نعم معا تجاه مشهد ثقافي ..تجاه ثقافة معافاة ..ومثقف حر حيوي نقدي فعال منتمي ومنتصر لسورية كل سورية
ثمة مسؤولياتٌ جمةٌ تقعُ على عاتِقنا جميعاً للنهوض معا من جديد من أهمها
تعزيزُ ثقافةِ الانتماءِ لسوريةَ بكلِّ مكوناتها ..
تعزيزُ ثقافةِ المواطنةِ لأننا من خلالها سندرك مالنا وما علينا كأفراد ومؤسسات ..تعزيزُ ثقافةِ القانونِ والذي به ومن خلاله نصونُ حقوقَنا ..
تعزيزُ ثقافةِ الحريةِ والتشاركيةِ والنقدِ ومحاربةِ سياساتٍ ساقت لنا كلَ هذا البلاء من أهمها سياسةُ اللعبِ على الطائفية وسياسةُ الفسادِ والإفساد..
وكم علينا الابتعادُ عن التعصبِ والعصبية لكلِّ الأشياء التي تفرقُنا كسوريين والاعتصامُ بكل ما يوحدُنا ويجمعُنا فلسنا بقادرين على أن نخسرَ مرةً أخرى .
شكرا ثقافتنا ..ثقافة حماة التي عودتنا دائما على طرح الأسئلة الهام ..أسئلة الوطن ..النقد ..البناء
عباس حيروقة